الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

يسود نقاش كبير بين مسلمي سبتة حول عيد الأضحى وإمكانية إقامة شعيرة الذبح من عدمها على ضوء التساؤلات المطروحة بين اتباع المملكة المغربية التي أعلن الملك محمد السادس مسبقا عن رفع الحرج عن المغاربة فيما يخص هذه الشعيرة، وكذا اتباع المملكة العربية السعودية.

ونشرات “إل فارو دي سبتة” مقال ديال عبد الكامل محمد رئيس جمعية سكان برينسيبي ألونسو، اللي هو حي مسلم فسبتة، قال فيه إن قرار المغرب بـ”تعليق عيد الأضحى المبارك خلق جدلا حادا بين المصلين المسلمين في سبتة. وقد أثار هذا الإجراء، الذي اتخذ لأسباب اقتصادية وصحية، ويرتبط بأزمة أسعار وتوريد الماشية، جدلا طويلا يتكرر سنويا في سبتة: من يجب أن يتبعه مسلمو هذه المدينة؟ إلى المغرب، بلد الأصل للعديد من عائلات سبتة؟ أم إلى المملكة العربية السعودية ومكة المكرمة، المركز الروحي للإيمان الإسلامي؟”.

وأفاد عبد الكامل محمد فمقالو أن مدينة سبتة مدينة إسبانية أوروبية فيها جالية مسلمة كبيرة، وعلى الرغم من جنسيتها الإسبانية، إلا أنها “تحافظ على روابط ثقافية وعائلية وروحية قوية مع المغرب. وهذا يخلق سمة فريدة: فالدين والتقاليد متشابكة مع الجغرافيا السياسية، وكل قرار يتخذه المغرب فيما يتصل بالاحتفالات الدينية، مثل رمضان أو عيد الأضحى، له تأثير مباشر على المجتمع المسلم في سبتة”.

وأضاف أن عيد الأضحى هو مناسبة مهمة عند المسلمين، وكتقول السلطات المغربية أن إلغاء ذبح الأضحية  يأتي بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة ونقص الثروة الحيوانية، متسائلا حول “هل يجب على سبتة، كمدينة إسبانية، أن تلتزم بقرار اتخذته دولة مجاورة لها؟ أم يجب أن تتبع الضوابط الشرعية التي وضعها المجلس الإسلامي والعلماء الذين يتبعون التقويم المكي مباشرة؟”.

وأوضح المتحدث أن الجدل القائم دابا عندو جذور عميقة وتاريخيا كان جزء من مسلمي سبتة يتطلعون إلى المغرب لإنشاء تقويمهم الديني “لكن قطاعات أخرى تطالب بالاستقلال الديني للمجتمع المسلم في سبتة، وترى أن الاحتفالات يجب أن تخضع لأحكام المملكة العربية السعودية، حيث تقع الأماكن المقدسة في الإسلام. ويعود هذا الصدام بين التقاليد والسياسة والإيمان إلى الواجهة مرة أخرى مع تعليق احتفالات عيد الأضحى”.

وتابع أن النقاش اللي كاين دابا لا يتعلق بالدين فقط، ولكن كيتعلق بالهوية أيضا، مشيرا أنه كاين ضغط اجتماعي لتأثير ثقافي مغربي عند الناس، الشي اللي خلف “معضلة مستمرة بين اتباع المعايير الدينية المغربية أو التكيف مع المؤسسات والواقع الإسباني. لا ينبغي للدين أن يكون سياسيا، ولكن في مدينة حدودية مثل سبتة، فإن الخط الفاصل بين الاثنين رفيع للغاية”.

وأوضح أنه كاين دابا هدرة كثيرة فسبتة ومواقع التواصل الاجتماعي، بحيث كاين اللي “يزعم أن سبتة يجب أن تنفصل تماما عن المغرب في الأمور الدينية، بحجة أننا مواطنون إسبان ويجب أن نتبع إملاءات المفوضية الإسلامية في إسبانيا أو المعايير الدولية في مكة المكرمة. في المقابل، يرى آخرون أن المغرب هو المرآة الثقافية الأقرب، وأنه ينبغي احترام تعليق عيد الأضحى في سبتة أيضا”.

وقال إن الجدل اللي كاين هو فرصة باش المجتمع  المسلم في سبتة يفكر في “هويته، واستقلاليته الدينية، والدور الذي يلعبه المغرب – أو ينبغي أن يلعبه – في حياة المسلمين الإسبان. وفي الوقت الذي تحتاج فيه سبتة إلى تأكيد تعدديتها وتعايشها، فإن قرارات مثل هذا تسلط الضوء على مدى تعقيد هويتنا الجماعية”.

وختم بطرح سؤال حول “اتبع المغرب أم اتبع مكة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه كثير من الناس على أنفسهم. الحقيقة هي أن الإيمان هو أمر شخصي، بغض النظر عن القرارات السياسية في أي بلد. وربما حان الوقت للمجتمع المسلم في سبتة أن يقرر بنفسه، بصوته الخاص، كيف يريد أن يعيش ويحتفل بدينه، من دون تدخل سياسي أو تدخل خارجي”.