عمر المزين – كود///

قال الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، بأن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شخص متزن ومتحفظ ويتحدث بحكمة نظرا لحساسية الموقع الذي يحتله في الدولة، وحساسية المجال الذي يشرف عليه”.

وأضاف عصيد، في تصريح لـ”كود”، قائلاً: “الذين يهاجمون وزير الأوقاف إنما يفعلون من باب التوتر والانفعال الذي يخلقه لديهم مفهوم “العلمانية” الذي نطق به الوزير، وهو المفهوم الذي يحيل عندهم على فرنسا، التي يعرف الجميع أنها تمثل نموذجا متشددا للعلمانية انحرف عن المفهوم الأصلي الذي تم إرساؤه سنة 1905، وهؤلاء في انفعالهم ونرفزتهم لم ينتبهوا إلى أن الوزير لم ينطق بكلمة علمانية وحدها بل شرح ما يقصده وهو مضمون الآية:”لا إكراه في الدين”.

وشرح المتحدث أن “الدين لا يفرض بقوة السلطة ولا السلاح بل هو اقتناع باطني واختيار فردي، وبهذا المعنى جميع المغاربة علمانيون باستثناء الإسلاميين الذين يعتبرون الدين نظاما قسريا ووصاية على الآخرين، وهذا ما يميز الإسلاميين عن عموم المسلمين، أي العنف والإكراه”.

ويقول عصيد لـ”كود” أن “حرية المعتقد حسب كلام الوزير هي من صميم الدين الإسلامي، وليست شيئا مقتصرا على الغرب أو على فرنسا، كما يبدو من كلامه أن العلمانية نماذج متعددة ومختلفة حسب الخصوصية التاريخية والحضارية لكل بلد”.

وأضاف: “ومن هنا فالعلمانية في المغرب لا يمكن أن تكون إلا وفق تاريخ البلد وخصوصياته، ولكن مع الحفاظ على جوهر كل نظام علماني الذي هو عدم استعمال الدين لأغراض سياسية أو اتخاذه أساسا للصراع الطائفي والتصادم أو حرمان الأفراد من حقهم في التدين أو عدمه، وعدم تثبيت القوانين وتجميدها لاعتبارات دينية لأنها لابد أن تساير تحولات الواقع الاجتماعي ومصالح المواطنين”.

و”ما ينبغي أن يفهمه الذين يخوضون هذا النقاش هو أن العلمانية ليست شرا ولا جريمة ولا إلحادا ولا رفضا للدين في المجتمع وحياة الناس، بل هي حياد الدولة في موضوع المعتقد حتى لا تمارس التمييز بين المواطنين باسم أي دين من الأديان”. يقول عصيد لـ”كود”.

وأما إمارة المؤمنين التي تستعمل من طرف الإسلاميين للقول بأن المغرب لا يمكن أن يكون علمانيا، يضيف عصيد لـ”كود” أنها “مؤسسة تمتلك السلطة الدينية لكي لا تسمح باحتكارها أو استعمالها من طرف أي جهة أخرى تهدد استقرار البلد، وليست مؤسسة لإكراه الناس على الدين وإرغامهم عليه كما يريد الإسلاميون، كما أنها مؤسسة متطورة مع الواقع والتاريخ وليست مؤسسة جامدة، ولا تقبل الجمود الفقهي وتدعو إلى الاجتهاد المنفتح ومراعاة التطورات وحقوق الإنسان كما ينص عليها الدستور المغربي “كلا غير قابل للتجزيء”.

كما ختم عصيد تصريح مع “كود” بالتأكيد بأن الملك محمد السادس في خطاب رسمي أمام البابا أشار إلى أنه بصفته الدينية “أمير جميع المؤمنين” وليس أمير المسلمين وحدهم، وهذا مهم جدا.