كان من المنتظر أن تعود "فردريك نياي" إلى بلدها فرنسا الاثنين الماضي، وذلك بعد رحلة قادتها إلى المغرب مع عشيقها ذي الأصول المغاربية، إلا أن تلك العودة لم تتم، وهي تقبع الآن في أحد سجون المملكة بالشمال.
في 23 مارس بعثت فرديريك، 43 سنة، بآخر رسالة إلى أقربائها، وتقول "جوانا" إنها تلقت رسالة من خالتها تخبرها فيها، حسب جريدة "لونيون" الفرنسية التي نقلت القصة، "أنا في وجدة..المغرب رائع جدا..سأتصل بك قريبا"، إلا أن هذا الاتصال لم يتم.
لقد انتهى سفر العاشقين إلى كابوس مفزع، وتقول جوانا"إن عشيقها قام بتسليتها لمدة عشرة أيام، في الوقت الذي كان فيه أحدهم منشغلا بملء السيارة بالحشيش.
يطلق غالبا على مهربي المخدرات الذين يعبرون الحدود لقب"البغلة"، ورغما عنها أصبحت فردريك واحدة منهن، والسبب هو ثقتها الزائدة في عشيقها فوزي.
لقد بدأت العلاقة بينهما قبل عدة أشهر، فردريك في منتصف عقدها الرابع تقريبا، بينما لا يتجاوز عمر فوزي 28 سنة.
وتمتنت قصة الحب في لقاءات متواصلة عبر الأنترنت، إلا أنهما نادرا ما كانا يريان بعضهما البعض في الواقع، وكان فوزي يبرر لها بذلك بانشغاله بتجارة بيع السيارات، وبأنه مضطر للإقامة في الحدود بين بلجيكا وهولندا، ومن الصعب عليه زيارتها في مدينتها الفرنسية الصغيرة، وكان في بعض الأحيان يرسل أفرادا من أسرته لأخذها.
وقد توضحت دوافع هذا السلوك في ما بعد لأقرباء فردريك، حيث حكم في وقت سابق، وبالضبط عام 2009، على فوزي بثلاث سنوات، إحداها نافدة، بنفس المدينة التي تقطن بها، إلا أنه لم يقض هذه العقوبة وظل هاربا طيلة هذه المدة.
وحسب عائلة العاشقة الفرنسية التي تحولت إلى سجينة، فإنها لم تكن تعلم بماضي حبيب القلب، وبفعل وقوعها في هواه، فقد انساقت بالكامل له.
ولتأكيد حبه، اقترح فوزي على حبيبته سفرا إلى المغرب، حيث لم تكن تملك حينها جواز سفر، فلم يتردد في منحه لها في زمن قياسي، لتقع بسرعة في إغراء هذه الرحلة، ليقترح عليها بعد ذلك ركوب سيارة برفقة أحد أقربائه، وأثناء إقامتها في المغرب، تقول عائلتها، بدت الأمور تسير على أحسن ما يرام، إلا أن الحلم تحطم لحظة العودة، السبت الماضي، إذ"كان من المتوقع أن تعود معه في الطائرة، قبل أن يبرر لها تأجيل ذلك بسبب طارئ وقع في آخر لحظة"، وفي آخر المطاف اضطرت إلى ركوب السيارة مع نفس الشخص، وأثناء الاستعداد لركوب الباخرة، وضع رجال الجمارك الإسبان نهاية لهذه الرحلة، بعد أن عثروا على 62 كيلوغراما من الحشيش مخبأة في هيكل السيارة وفي عجلاتها.
ومنذ ذلك الوقت وفردريك تقبع في السجن، حيث اعترف "سائقها" أنه المسؤول الوحيد عن تهريب الحشيش، وأن لا علاقة لها بالأمر، في حين مازال عشيقها فوزي في المغرب، نافيا أي صلة له بهذه القصة.
