اعدها لكود الاستاذ الباحث عبد اللطيف اگنوش///

المكانة المؤسسية ديال الأحزاب السياسية في المجتمعات المتحضرة والديمقراطية نابعة من “عنصر الضرورة” ديال هاذ الجمعيات السياسية في اشتغال النسق السياسي وسيره وتسييره…فالأحزاب هي قبل كل شيء جمعيات كاتضم مواطنين كايتقاسمو نفس الأفكار ونفس المشروع المجتمعي، وكاينظظمو نفوسهوم تنظيم محكم كايتوززع على مجمل أقليم الدولة، وكايشتاغل بواسطة أجهزة تقريرية وأجهزة تنفيذية على شاكلة الدولة، وبالتالي الحزب السياسي، إلى جانب مشروعو السياسي، فهو كايتففر هلى أجهزة تسييرية من “برلمان حزبي” كايقرر، ومن “حكومة حزبية” كجهاز تنفيذي، بالإضافة إلى أجهزة جهوية ومحلية موازية للأجهزة ديال الدولة…وعليه، فالأحزاب السياسية كاتقوم بدور تربية مناضليها وحبيها على التدبير السياسي وعلى تسيير الشأن العام، وكاتقوم كذلك بدور التأطير ودور إدماج المواطنين في الحياة العامة ديال الدولة وديال الوطن…وبهاذ الصفات، فالأحزاب السياسية هي مؤسسات سياسية ضرورية لسير وتسيير الشأن العام، لأن الهدف الأساسي ديالها هو أنها توصل للحكم وتقوم بتسيير الشأن العام على مستوى المدتمع الشامل وعلى مستوى الدولة، في جو ديمقراطي وفي جو من حرية الرأي وحرية التنظيم بعيد على تدخل الدولة كيفما كان نوع هاذ التدخل..

غير هو الملاحظ أن الدول والبلدان للي ماعندهاش ثقافة ديمقراطية، أحزابها كاتعيش حالة من انعدام التوقعية وعدم الاستمراية وعدم الاستقلال عن الدولة باينة لأي محلل ولأي مؤرخ نزيه…لدرجة أنه يمكن ليا نقول أن هاذ الملاحظة هي ملاحظة عامة كاتسري على جميع البلدان للي كاتعيش تأخر تاريخي في مجال التسيير السياسي وتسيير الشأن العام…كمثال يمكن ليا نعطي حالة إيران في بداية الخمسينات، مللي شاه إيران خلق جوج ديال الأحزاب من عدم باش يخلق ثنائية حزبية مصطنعة تشبها بالنظام البريطاني، وباش يبان أنه ديمقراطي، ولكن من بعد 20 سنة، قام بحل وإلغاء هاذ الحزبين، وباشر الحكم بنفسو وبدون أحزاب، بلا ما يأثثر هاذ الحذف وهاذ الإلغاء على سير وتسيير النسق السياسي الإيراني!!والسبب واضح بالنسبة ليا: النظام الإيراني كان نظام “أوتوقراطي” ونظام “نيوباتريمونيالي” كايحكم فيه الشاه بوحدو ومن سنوات طويلة مستعينا بالجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، وما موللفش أنه يقتاسم السلطة معا شي حد، وخاصة مع الشعب ومع المواطنين!!

هاذ الجو السياسي للي كانسمميوه  في العلوم السياسية “نظام نيو باتريمونيالي”، قريب بزاف من واقع المغاربة وواقع النظام السياسي المغربي على الأقل من عام 1965 مللي فقدات الأحزاب السياسية المكانة للي كانت عندها، وشرع الحسن الثاني في “مركزة السلطة السياسية والدينية” بين يدي السلطة الملكية، ووصل الأوج ديالو في بداية السبعينات من بعد خلق “جو الإجماع السياسي” عبر مسلسل استرجاع الأقاليم الصحراوية، واصبح الملك “قطب الرحى” داخل النظام السياسي المغربي…

وعليه فسؤالي هو التالي: آشنو هي طبيعة الجو السياسي/الإيديولوجي للي كاتتحرك فيه الأحزاب السياسية المغربية، وآشنو هي مكانتها المؤسسية داخل هاذ النسق “النيو باتريمونيالي”؟