حميد زيد ـ كود//

نحن الموقعين أسفله.

نحن حملة السيوف الطويلة.

والسكين الكاتورزة. وشقيقتها الكبرى 18.

نحن أصحاب الأسلحة البيضاء.

والشفرات الحادة.

نحن الذين نشتغل في مهن الكريساج.

في الليل.

وفي واضحة النهار.

نندد بهذا الاستهداف الممنهج الذي نتعرض له.

وبهذا التطبيق الصارم للفصل 507.

وبهذه العقوبات والأحكام القاسية التي نتعرض لها.

كما أننا نحذر من هذه الرغبة الرسمية في التخلص منا.

وفي استئصالنا.

وفي الزج بنا في سجون المملكة لسنوات طويلة.

حيث لم يعد بإمكان المواطن في هذا البلد أن يحمل مدية أو سيفا.

وأن يسرق.

ويجرح.

ويؤذي وهو مطمئن البال.

وهذا خطير.

وفيه مساس بالحريات.

وبكرامة المجرم.

ففي كل العالم هناك نشل.

وسرقة.

وتهديد بالسلاح الأبيض.

لكننا أصبحنا في بلادنا محرومين من ذلك.

وأي خطوة نقدم عليها.

وأي سرقة.

وأي عملية نشل لحقيبة أو محفظة نقود.

وأي تهديد من طرفنا بالسلاح الأبيض للمواطن.

وأي اعتداء.

وأي جرح غائر في الوجه.

ندفع ضريبته غاليا في السجن ولمدة خمس أو عشر سنوات أو أكثر.

وبسبب هذا التشدد القانوني لم يعد لنا أصدقاء.

ولم يعد لنا رفاق  درب.

وبسبب هذا التأويل المتطرف لهذا النص.

لم يعد أحد يدخن معنا.

ولم يعد أحد يركب معنا في دراجاتنا النارية.

التي تراجعت مبيعاتها.

كما تراجع ثمنها في السوق نتيجة هذا الظلم الذي نتعرض له.

وليست هي وحدها.

بل حتى أحذية نايك من نوع كوبرا تراجعت بدورها.

ما سيؤثر لا محالة على الاقتصاد الوطني والعالمي.

والكل خائف من الفصل 507.

ومن أن يعتبر شريكا لنا.

وقد كان القانون متسامحا معنا في السابق.

وكان الأمن رحيما بنا.

وفجأة تغير كل شيء.

وتحول حامل المطوى إلى شخص منبوذ.

بعد أن كان مهاب الجانب.

واثق الخطوة.

يمشي مشية الخيلاء.

ولسنا ضد التقدم.

وضد إحساس المواطن بالأمن.

ولسنا ضد أن تتحسن سمعة المغرب.

لكن ليس على حساب النشالين واللصوص والمشرملين وحملة السلاح الأبيض.

بكل فئاتهم.

وأصنافهم.

وتوجهاتهم.

فنحن بدورنا لنا الحق في الوجود.

وفي ممارسة عملنا.

لكن يبدو أن أصبحنا الحلقة الأضعف.

وبعد أن كنا نعتقل ونحاكم بأحكام مخففة.

وبعد أن كنا نعود كل مرة إلى أهلنا وذوينا.

فإن الأمر صار مستعصيا اليوم.

ومجرد ضبط مفك براغي بحوزتك. كما صرح بذلك وزير العدل.

قد يجعلك تدفع الثمن غاليا.

وتقضي أحلى أيام عمرك في الزنزانة.

وهو ما جعل أمهاتنا يخرجن للاحتجاج.

حاملات لافتات يطالبن فيها بإلغاء الفصل 507.

لأنهن أدرى بما نتعرض له من ظلم.

ومن استهداف.

ولأنهن يعرفن أننا أبرياء.

وما نديروهاش.

ولذلك فإننا ندعو الحكومة ممثلة في وزارة العدل.

وندعو القضاء المغربي النزيه.

ورجال الأمن الذين يسهرون على راحة وسلامة وطمأنينة المغاربة.

وكل من له علاقة بهذا الموضوع.

أن نجلس جميعا إلى طاولة الحوار.

من أجل الوصول إلى حل وسط.

فنحن لسنا ضد العقوبات.

ولسنا ضد الأحكام التي تصدر في حقنا.

بل نطالب فقط أن تكون مخففة وغير ثقيلة.

كي يطمئن أهلنا.

وكي لا يكون لهذه الصرامة تأثير على نفسية حامل السلاح الأبيض.

كما أننا لا ننكر أن ما نقوم به مسيء لنا.

وللمغرب.

ويشكل خطرا على المغربي.

وعلى النساء خاصة.

إلا أن البعض منا له علاقة حميمية بالسكين.

ومنا من يستعملها للزينة.

كمن يضع القلادة أو الساعة في معصمه.

وهناك من يحقق بها توازنه النفسي.

ولا يستطيع التخلي عنها.

وهناك من تعود عليها.

وهناك من أصبحت قطعة منه.

وهناك من تمنحه المدية الطمأنينة

ولنا فيها مآرب آخرى

على القانون أن يضعها في عين الاعتبار

كي لا يكون هناك شطط

ولا ظلم

وكي يعود حامل السيف

إلى حضن أمه.

بعد كل جريمة يرتكبها.

ولن نسكت

ولن نستسلم

ولن نتراجع

ولن نتوقف عن حملة توقيع هذه العريضة

ولن نتوقف نقاش الفصل 507 في صفحاتنا وفي مجموعاتنا الخاصة

حتى نتوصل إلى حل عادل

يسمح لنا بالخروج

وبتهديد المواطنين نساء ورجالا

وبالاعتداء عليهم

دون أن ندفع وحدنا ثمن التغيير في المغرب

بينما ضحايانا

أحرار يتجولون

في مغرب جديد

ليس من السهل التعود على العيش فيه

بلا أي سلاح أبيض.

وفي قطيعة مع كل العادات والتقاليد التي تعودنا عليها

والتي لا يمكن التخلص منها

هكذا

بصرامة

وبتشدد

ودفعة واحدة.