غزة أ ف ب ///

نددت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس بمقتل موظفين من الأمم المتحدة في ضربة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 18 شخصا بحسب الدفاع المدني في غزة.

وأكدت إسرائيل أنها استهدفت “إرهابيين” تابعين لحركة حماس خلال هذا الهجوم الذي شنه جيشها الأربعاء على مدرسة استحالت مخيم نازحين في قطاع غزة المدمر جراء حرب مستمرة منذ أكثر من 11 شهرا.

واندلعت هذه الحرب إثر هجوم لحماس داخل جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر توعدت إسرائيل بعده بالقضاء على الحركة الإسلامية الفلسطينية، مطلقة حملة قصف جوي تلاها هجوم بري في القطاع أسفرا عن عشرات آلاف القتلى وتسببا بكارثة إنسانية وصحية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرّضت مدرسة تؤوي 12 ألف شخص لقصف جوي إسرائيلي مرة أخرى. في عداد القتلى ستة من زملائنا في وكالة الأونروا. هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن”.

ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحادثة بأنها “مروعة”، مؤكدا أن “تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وخصوصا حماية المدنيين، لا يمكن ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقبله”.

وفي برلين اعتبرت ألمانيا أن مقتل ستة من موظفي الأمم المتحدة في غزة أمر “غير مقبول إطلاقا”. وقالت وزارة الخارجية إن “على العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية ألا يكونوا إطلاقا ضحايا للصواريخ (..) من واجب الجيش الإسرائيلي حماية موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة”.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى حماية العاملين في مجال الإغاثة مؤكدا “علينا أن نرى المواقع الإنسانية محمية. هذا أمر نواصل طرحه مع إسرائيل”.

لكن بلينكن قال أيضا إن حماس تتحمّل جزءا من المسؤولية مؤكدا “نواصل رؤية حماس تختبئ في، أو تسيطر على، أو تستخدم هذه المواقع التي تشن منها عملياتها”.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل “للمرة الخامسة تقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وتقتل 18 مواطنا” في مخيم النصيرات في وسط القطاع.

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته “نفذت غارة دقيقة على إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس” في مدرسة الجاعوني.

وفي وقت لاحق أوضح الجيش أنه طلب من الأونروا توفير “معلومات مفصلة وأسماء الموظفين” من أجل إجراء تحقيق. وأكد “حتى الآن لم ترد الأونروا رغم الطلبات المتكررة”.

إلا ان جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أكدت لوكالة فرانس برس “لسنا في الأونروا على علم بطلب كهذا”.

وأضافت أن الوكالة ترسل “في كل سنة لوائح بكل موظفيها إلى الحكومات المضيفة وعلى صعيد الضفة الغربية وغزة مع دولة إسرائيل بصفتها قوة الاحتلال”.

أمام مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح (وسط) إلى حيث نقل عدد من جرحى ضربة المدرسة بينهم طفل واحد على الاقل ونساء، قالت الفلسطينية أم أيمن “ليس هناك أي مكان آمن في قطاع غزة. ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ ليصبحوا اشلاء؟”.

وتعرضت مدارس عدة تؤوي نازحين في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة لقصف إسرائيلي مع إعلان الدولة العبرية أن مسلحين من حماس يختبئون فيها ويخططون لشن هجمات عليها، وهو ما تنفيه الحركة الإسلامية.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، لجأ عشرات آلاف النازحين إلى المدارس باعتبارها أكثر أمنا.

وفي أنحاء أخرى في قطاع غزة، قتل الخميس ما لا يقل عن 15 شخصا في القصف الإسرائيلي المتواصل بينهم سبعة في مدينة غزة على ما أفاد الدفاع المدني، بينهم أطفال.

على الصعيد الإنساني، رجحت منظمة الصحة العالمية أن تكون المرحلة الأولى من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال، حققت هدفها. وأوضحت أن أكثر من 552 ألف طفل حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح على أن يتلقوا الثانية في غضون نحو أربعة أسابيع.

وبدأت الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية الذي أدّى إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم.

وردّت إسرائيل على هذا الهجوم بحملة قصف وهجوم بري على غزة، مما أسفر عن سقوط أكثر من 41 الف قتيل في القطاع، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.