هشام اعناجي ـ مراكش//

انخرط المغرب منذ عودته إلى بيته الأصلي “منظمة الاتحاد الافريقي”  في نهاية يناير من السنة الماضية، في عدة مبادرات تنموية وسياسية وأمنية داخل دول الاتحاد الافريقي، حيث أصبح منافسا قويا لدول المحور الإفريقي (الأكثر نفوذا : جنوب افريقيا ومصر ونيجيريا بعد تراجع دور الجزائر).

فبعد مؤتمر “كوب 22” للبيئة، الذي أعطى اشعاعا للمغرب على المستوى العالمي باعتباره نموذجا لبلد مستقر على المستوى الافريقي، بات من الواضح أن للمغرب توجه عام للاستثمار في افريقيا لكن هذه المرة عن طريق الاستثمار في الرأسمال البشري ودعم مبادرات في مجالات شتى (بيئيا، فنيا، اقتصاديا، أمنيا..).

الآن مرت 3 أيام على مؤتمر المدن والحكومات المحلية المنعقد بمراكش طيلة هذا الأسبوع (من 20 إلى 24 نونبر الجاري)، الذي حطم الرقم القياسي في عدد المشاركين الذي وصل الى أكثر 8000 مشارك، فما الذي ربحه المغرب؟.

عضو فالمكتب التنفيذي لمنظمة المدن الافريقية: ها شنو ربح المغرب سياسيا

يقول أحد أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات الافريقية في حديثه مع “كود” (فضل عدم ذكر اسمه)، إن المغرب نجح على المستوى السياسي عندما استطاع أن يجمع شمل زعماء أفارقة في مؤتمر أفريستي مراكش 2018، لأنه “ليس سهلا أن تتوافق الأطراف على الرئيس الجديد للمنظمة وأعضاء المكتب التنفيذي”.

وأكد المتحدث نفسه أن “المغرب اختار صيغة رابح رابح دون الدخول في مناوشات مع أي طرف سواء كان مع المغرب أو ضده لكن استطاع ممثلو المغرب في المؤتمر اقناع عدد كبير من ممثلي المؤسسات الرسمية الافريقية في التوافق على عدد القضايا وتنظيم شراكات استراتيجية وتبادل التجارب بين رؤساء وعمداء المدن”.

مدير مؤسسة العمران لـ”كود”: عدنا تحديات عمرانية مشتركة مع افريقيا
بدر الكانوني المدير العام شركة العمران، يقول لـ”كود” فإن “سياسة المدينة المطبقة في المغرب هي تجربة سننقلها الى افريقيا”.

وأضاف الكانوني :” أن التحديات المطروحة على مستوى التمدن بإفريقيا والمغرب كذلك لأن عدد من الملايين من السكان سيلجون إلى المدن مثلا في المغرب سيصل 7 مليون مغربي الى المدن ويجب توفير سياسة عمرانية لمواجهة السكن العشوائي”.

وأكد الكانوني أن يجب “نضع تخطيط مجالي لأخذ بعين الاعتبار بحاجيات المواطنين في كل المجالات ليس فقط على المستوى العمراني بل حتى الصحي والفني والثقافي”.

وأشار المتحدث أن هناك اتفاقيات مع جمعيات المدن فيما يتعلق بالتعمير، مؤكدا أن “العمران مستعدا لتوجيهات الملك من أجل العمل على الرفع من وتيرة جودة المدن الافريقية من خلال الوكالات الحضرية”.

بودرة لـ”كود”: المغرب يستعيد مكانته في إفريقيا

بالنسبة لمحمد بودرة، رئيس جمعية رؤساء الجماعات، فإن نجاح المغرب في استضافة المؤتمر، يعني أن المغرب يستعيد مكانته في إفريقيا على مستوى الجماعات الترابية.

وقال بودرة إن “المغرب يقدم اليوم تجربة عريقة في اللامركزية رغم أنها تحتاج لتطوير لكن بالمقارنة مع باقي الدول العربية الافريقية يبقى المغرب متميزا”.

ويرى المتحدث أن هناك تحركات من طرف المغرب من خلال عقد اتفاقيات وشراكات بين عدد من المؤسسات والمدن الافريقية في مشاريع التنمية المستدامة وخدمة البيئة.

رئيس جماعة الداخلة لـ”كود”: المغرب ناجح افريقيا لأنو مؤسس الوحدة الافريقية

صلوح الجماني، رئيس جماعة الداخلة بالصحراء المغربية، يقول لموقع “كود” إن “المغرب أولا بلد مؤسسا لمنظمة الوحدة الافريقية وشيء طبيعي أن يكون هذا اللقاء متميزا وله مكانة خاصة”.

وفيما يتعلق بالحوار الذي دعا اليه الملك محمد السادس الجارة الجزائرية، قال المتحدث إن “الكرة اليوم بملعب الجزائر ونتمنى ان تستجيب”.

رئيس جماعة بفاس لـ”كود”: عقدنا شركات متميزة مع رؤساء المدن الافريقية

يرى محمد حجيرة، رئيس جماعة تمزكانة بفاس، أن العلاقات جنوب جنوب لها دور كبير في النهوض بإفريقيا على مستويات عدة، لذلك المغرب منخرط في مواجهات تحديات “الارهاب” ومخاطر البيئة وغير من المشاكل.

وأكد حجيرة أن “المغرب نجح سياسيا في هذا المؤتمر لاعتبارات عدة لأن استطاع عقد شراكات عدة مع عدد كبير من المدن الإفريقية بالإضافة الى رأسمالة التجارب الناجحة على عدة مستويات خصوصا في المجال البيئي”.