كود الرباط//

كشفت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في تقرير جديد عن أرقام صادمة بخصوص تمثيلية النساء في الإعلام المغربي، مؤكدة أن الفجوة بين الجنسين ما تزال عميقة، سواء على مستوى الحضور في البرامج الإخبارية أو كمصادر للمعلومة، أو حتى في الصور الصحفية.

التقرير الذي يحمل عنوان “تمثيلية النساء في الأخبار”، أظهر أن النساء لم يحظين سوى بـ18% من الوقت المخصص للحديث في البرامج الإخبارية سنة 2024، مقابل 82% لفائدة الرجال، في حين لم تتجاوز هذه النسبة 19% حتى في الفترات الانتخابية التي من المفترض أن تكرس مبدأ الإنصاف.

وتتأكد الفجوة أكثر حينما يتعلق الأمر بتمثيل النساء كمصدر للمعلومة أو موضوع لها. فرغم أن نسبة النساء في الصحف الإلكترونية بلغت 22%، إلا أن حضورهن في الصحافة المكتوبة لم يتجاوز 16%، وهو أقل من معدل سنة 2015، مما يشير إلى تراجع تمثيلي في بعض المنابر.

التقرير أشار إلى أن النساء لا يحضرن في الأخبار السياسية والحكومية سوى بنسبة 6%، رغم أن هذه الفئة تمثل أضخم حصة من التغطية الإعلامية (30%). في المقابل، يظهرن بشكل أوضح في أخبار أقل أهمية مثل الثقافة والفنون.

أما على مستوى الصور الصحفية، فقد كشف التقرير عن تمثيل غير متوازن: 71% من الصور التي نشرتها الصحف سنة 2025 كانت لرجال، مقابل 29% فقط لنساء. وداخل هذه النسبة، لا تظهر النساء إلا في حالات جماعية أو بصيغة أقل حضورا من الرجال المنفردين. كما لو أن الصحافة تنقل صورة مجتمع ذكوري بالكامل.

وتتجلى الفوارق أكثر حين نعلم أن النساء غائبات كلياً عن مواضيع مثل الرياضة، السياسة الدولية، العلوم والدين، بينما يظل حضورهن أكبر نسبياً فقط في مواضيع الصحة والبيئة.

الهيئة أكدت في التقرير أن هذه الأرقام لا تواكب التحولات المجتمعية ولا تعكس مبدأ المساواة المنصوص عليه في الدستور المغربي. كما اعتبرت أن التغيير لن يتحقق فقط عبر حضور نسائي رمزي، بل من خلال مراجعة عميقة لسياسات التحرير ومعايير اختيار الضيوف والمواضيع.

وختم التقرير بدعوة المؤسسات الإعلامية المغربية إلى تحمل مسؤوليتها في تكريس المساواة، لا فقط كمبدأ دستوري، بل كمعيار مهني وأخلاقي لتقديم إعلام يعكس المجتمع بكل مكوناته.