حميد زيد – كود//

كل شيء سيكون جميلا في غزة دون سكانها.

كل شيء سيكون رائعا دون الفلسطينيين في أرضهم.

وستكون فنادق في غزة.

وسيكون إعمار.

وستكون سياحة.

وسيكون بحر جميل. وشمس. ومطاعم. ونساء. وسهر. وكازينوهات.

وستكون غزة هي ريفييرا الشرق. كما قال رجل السلام ترامب.

لكن دون أصحاب الأرض.

ودون الشعب الفلسطيني الذي صار صراحة يشكل عبئا على القتلة.

وعلى المجرمين.

وعلى كل العنصريين.

و الذي يخطط الرئيس الأمريكي لتهجيره. ليستولي هو على غزة.

و ليستثمر فيها.

و ليمنحها هدية لصهره جاريد كوشنر. ولابنته. ولأحفاده. وليأتي إليها السياح من كل أنحاء العالم.

وبدل وضع حد للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وبدل وقف الإبادة.

وجد ترامب الحل في أن يفرغ غزة من سكانها ويكتبها باسم أمريكا.

ويربح منها.

دون أن يقدم أي عرض.

ودون أن يتقدم حتى بطلب شرائها بثمن زهيد كما يفعل تجار الحروب.

بل إنه قرر أن يستولي عليها ويحولها إلى منتجع سياحي.

هكذا وبكل هذا الوضوح.

ودون أي لف أو دوران قرر أن يسطو عليها.

بينما العالم كله يبتسم لترامب.

وخائف منه.

ولا أحد يقوى على مواجهته.

ولا أحد يقدر على وصف تصرفاته.

لا أحد يتحدث عن جهله بالتاريخ. وبالواقع على الأرض.

لا أحد يحذر من الخطر الذي يشكله هذا الرئيس على البشرية.

وعلى العدل.

وعلى القيم الإنسانية.

وعلى صورة الولايات المتحدة الأمريكية.

والبعض يتظاهر بأنه لم يستوعب ما ينوي الرئيس الأمريكي القيام به.

و ينتظر أن تتضح الصورة.

وأن يهجّر أهل غزة.

وأن يتم تطهير القطاع من سكانه الأصليين.

وبعد سنوات من الآن سنتحدث عن تطهير عرقي.

وعن عار للولايات المتحدة الأمريكية التي انتخبت رئيسا ليسيء إليها.

لكن ليس الآن.

الآن لا أحد يجرؤ على الاعتراض.

الآن لا أحد يستطيع أن يشير إلى الرئيس دونالد ترامب بالإصبع.

لا أحد ينتقده.

لا أحد يقف في وجه جنونه.

لا أحد الآن يرى أمريكا الحرية.

لا أحد يتعرف على وجه أمريكا التي خلصت العالم من النازية.

بعد أن تحولت في الوقت الحالي إلى نازية جديدة

وأصبح لها رئيس يتفوق على هتلر.

ويدعو صراحة. وبكل صفاقة. وبكل وقاحة. إلى طرد بشر من أرضهم.

وتعويضهم بآخرين.

ليستثمر هو في غزة. وليربح. وليكتبها باسمه. وليأتي بمستوطنين آخرين. من كل أنحاء العالم.

وليتحقق كل هذا. فالأمر بسيط. ويتمثل في خروج سكان غزة. أصحاب الأرض. من بلادهم.

ويذهبوا إلى أي مكان آخر.

ويكفي أن يخلي الفلسطينيون فلسطين

و أن يتوقفوا عن المقاومة

وأن يستسلموا

و أن تذعن مصر والأردن. وكل العرب. وكل العالم.

ليعم السلام الترامبي

و ليهنأ نتنياهو المحب بدوره للسلام

و ليضحك في عبه

سعيدا

بهذا الرئيس الأمريكي الذي لا يفكر في عواقب صفقاته

على أمريكا

وعلى استقرار وأمن العالم

ظنا منه أن كل شيء يباع ويشترى

و حتى الأوطان.

وحتى البشر يمكن بيعهم

ويمكن دفعه إلى التخلي عن انتمائهم وعن هويتهم وعن وجودهم

مقابل بيت في بلاد أخرى.

وأنه لن يكون ذلك تبعات

وأن التطهير العرقي

والإبادة

مجرد إجراء بسيط سبق أن تعرض له الهنود الحمر

ولا شيء يمنع من ارتكابه من جديد

في غزة

وفي كل ما تبقى من فلسطين إذا اقتضى الأمر ذلك.

من أجل الرخاء الاقتصادي

ومن أجل الاستثمار

ومن أجل السياحة

ومن أجل فرض الاحتلال

ومن أجل عيون دولة مجرمة اسمها إسرائيل.