خبار خايبة للناس لي خدماين بيهم.. كَوكَل غادي تمسح ليكونط ديال جيمايل لي مكيتحركوش
حميد زيد – كود//
لا يستطيع الوزير المغربي أن يذهب إلى المناطق المتضررة من تلقاء نفسه.
أي وزير.
أي مسؤول.
أي رجل سياسة.
لا يقدر أحد منهم أن يتصرف. ويزور الساكنة. ويتحدث إليهم. بمبادرة منه.
هذا كما يبدو خط أحمر.
و لا يمكن للوزير أن يقدم لهم أي مساعدة.
لا يمكنه. كما هو حال الوزراء في كل العالم. أن يكون في عين المكان.
وأن يلعب دوره.
وأن يكون مسؤولا. ومخاطبا. وممثلا الحكومة.
لا أحد يمكنه أن يمثل الحكومة.
ولا أحد يمكنه أن يتكلم.
لا أحد منهم يمكنه أن يذهب إلى مراكش. وإلى الحوز. وإلى تارودانت.
وعندما ذهبت الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري وخاطبت الساكنة. وتحدثت إليهم باسم الملك. شك فيهاموقع كود. وكتب عنها.
وعندما خرج وهبي وقع له ما وقع.
وعندما أغفل الناطق الرسمي باسم الحكومة وزراء الأصالة والمعاصرة احتج عليه الحزب.
و لامه.
وقالوا له أين وزراؤنا الذي كانت لهم حظوة لقاء المواطنين المتضررين.
ولم تذكرهم بالاسم.
فقامت حرب داخلية بين أحزاب الحكومة.
وبين أفرادها.
وبين من سمح له بالذهاب ومن لم يسمح له.
وقد يذهب الأحمق إلى الزلزال.
وقد يذهب السائح. والغريب. والأجنبي. والعصافير. والتاجر. و السمك. والسيارات. و الطائرات المسيرة.
لكن ممنوع على الوزير أن يذهب.
إلا بإذن.
ويجب على الوزير أن يكون مغامرا حتى يقدم على مثل هذه الخطوة المتهورة.
يجب عليه أن يكون مستقلا. ويمتلك قراره.
يجب أن يكون كاميكازا. ولا يخشى أحدا. ولا يخاف على منصبه.
يحب أن يكون مجنونا.
يجب أن يكون ساذجا.
يجب أن يكون غير مقدر لعواقب تصرفه الأرعن وغير المحسوب.
يجب أن يكون ثوريا.
وحين يحدث أن يذهب وزير ويتحدث إلى الساكنة فكل الأنظار تتجه إليه.
ويعتبر ذلك إشارة.
ويعتبر ذهابه تهييئا له لمنصب ما.
يعتبر بديلا.
يعتبر ما قام به حملة انتخابيه سابقة لأوانها بموافقة من الجهات العليا.
يعتبر ذلك خطرا يهدد الوزراء الذين لم يتلقوا أي إشارة للذهاب.
ومن يذهب فهو محظوظ.
و من لم يذهب فلا يعرف موقعه. ولا يعرف ماذا ينتظره. ولا يعرف مصيره.
وعندما يتساءل صحافي عن غياب الوزراء.
فهو إما مغرض.
وإما ليس مغربيا.
وإما أنه يتغابى. لهدف ما. و لرغبة في الحصول على شيء ما. من وزير ما.
ولذلك فإنه من واجبنا نحن المواطنين
أن نتضامن مع وزرائنا
ومع مسؤولينا
ومع زعماء أحزابنا المعارضة
وأن نفكر فيهم
وأن ندعمهم
بعد أن ظلوا محاصرين في مكاتبهم
لا يقدرون على معاينة الآثار المدمرة للزلزال ولا على التواصل مع المواطنين المتضررين.
إلا بموافقة
قد تأتي
وقد لا تأتي أبدا.
وقد ذهب المؤثرون. وذهب الفنانون. وذهب المتطفلون. وذهب من لا شغل لهم. وذهبت ميمي. وعادت. وذهبت. وعادت. وذهبت من جديد. كما ذهب الأجانب. إلى المناطق التي أصابها الزلزال. و ذهب الإلترات. وذهب الدعاة.
بينما تم استثناء الوزراء.
فلماذا كل هذا الحيف.
لماذا يتم التعامل مع الحكومة كأن لا دور لها.
ولماذا يسمح لبعض الوزراء بالذهاب بينما يحرم آخرون.
ومن سيفك هذا الحصار الطويل المفروض على الوزراء
من يحررهم
من يعرف بقضيتهم العادلة.
وبمعاناتهم.