كود الرباط//
تصعيد جديد وأزمة خلافات مستمرة بين مكونات الأغلبية الحكومية، بحيث نشر البرلماني الاستقلالي يوسف أبطوي تدوينة على حسابه الشخصي بفيسبوك، هاجم فيها بشدة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، واصفاً المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد بـ”المرحلة القاتمة”، ومعتبراً أن ’’المغرب في قبضة الأوليغارشية‘‘.
وجاء في التدوينة أن حزب الأحرار لا يدير الحكومة بمنطق وطني، بل كـ”شركة عائلية” تشتغل بمنطق الربح السريع وتوزيع الريع على المحظوظين، حيث تُستغل السلطة لا لخدمة المواطن بل لتوسيع النفوذ وتعزيز الامتيازات. وأضاف أبطوي أن الدولة أصبحت أداة لحماية مصالح قلة قليلة من المحظوظين، بينما تعيش أغلبية المواطنين تحت ضغط الغلاء والفقر والبطالة.
أبطوي انتقد غياب الرؤية، وتفاقم الفقر، والبطالة التي جعلت المغرب يحتل المرتبة الأولى عالميًا في هذا المؤشر، قائلاً: ’’حكومة البرجوازية النتنة كما سماها المرحوم الكسوس‘‘.
تدوينة أبطوي جاءت في سياق توتر سياسي واضح داخل الأغلبية الحكومية، خصوصا بعد الخرجة الإعلامية المثيرة لنزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، الذي تحدث في برنامج حواري على القناة الأولى عن أرباح خيالية حققها مستوردو الماشية بلغت، حسب قوله، 13 مليار سنتيم، معتبراً أن ذلك تم على حساب القدرة الشرائية للمغاربة.
تصريحات بركة أثارت غضب رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي لم يُسَمّه مباشرة، لكنه رد بقوة خلال تجمع سياسي كبير نظمه حزب الأحرار بمدينة الداخلة نهاية هذا الأسبوع. وأكد أخنوش أن الرقم الحقيقي للدعم الموجه لاستيراد الأغنام لم يتجاوز 400 مليون درهم، واصفًا ما تم ترويجه حول ’’1300 مليار سنتيم” بأنه مجرد “كذوب”، متسائلًا: “مسؤول سياسي كيهدر على 1300 مليار، واش كذوب ولا ما فاهمش؟ أو بجوج؟‘‘.
وأضاف أن هذا النوع من الخطاب يُمثل “عبثًا في العمل السياسي”، مؤكداً أن المواطنين، وخصوصاً في الجنوب، يعرفون من يشتغل ومن يكتفي بالكلام.
هذا التوتر يعكس بداية تصدع واضح داخل التحالف الحكومي، حيث عبرت مصادر داخل حزب الأحرار عن انزعاجها من ما وصفته بـ”سياسة جوج وجوه” التي ينتهجها حزب الاستقلال، الذي يستمر في الحكومة ويصرح في الآن ذاته بخطاب معارض.