كود ـ الرباط//

شهدت الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين 5 ماي 2025، ارتباكاً واضحاً في انطلاقتها، حيث تأخرت لأكثر من 30 دقيقة، في مشهد أثار استغراب واستياء عدد من نواب الأغلبية والمعارضة على حد سواء.

ويعود سبب هذا التأخر إلى ”سوء تسيير” الجلسة من طرف النائب محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، الذي تولى مهمة الرئاسة، حيث طبع تعامله مع تدخلات بعض البرلمانيين بنوع من التوتر والارتباك، ما خلق جواً من الفوضى داخل القاعة.

وما زاد من حدة التوتر، هو الاتهامات التي وجهها أوزين، علناً، إلى النائب الاستقلالي العياشي الفرفار، حيث لمح إلى قيامه بـ”حركات غير أخلاقية”، في إشارة نقلها على المباشر خلال أطوار الجلسة، وهو ما اعتبره فريق الاستقلال إساءة غير مقبولة لمكانة النائب ولحرمة المؤسسة التشريعية.

وازداد التوتر داخل القاعة، فاش  أوزين، رئيس الجلسة، قال ’’شوفو على هاد النماذج” لأحد النواب المحسوبين على الاستقلال.

وساهمت عبارة رئيس الجلسة في تأجيج الجدل، بعدما وجهها إلى أحد نواب الأغلبية، وهو ما اعتُبر تجاوزًا في حق زميله، ليدفع ذلك النائب إلى الاعتذار، فيما اضطر أوزين بدوره إلى توضيح موقفه، لتُستأنف الجلسة بعد موجة من المشادات والتلاسن بين الأغلبية والمعارضة.

على إثر ذلك، وجه الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية طلباً رسمياً إلى رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، يدعو فيه إلى فتح تحقيق مستعجل في الواقعة، مطالباً بتفريغ تسجيل الجلسة وإحالة الملف على لجنة الأخلاقيات. ووصف الفريق العبارات التي استعملها أوزين بـ”المشينة” والتي “لا تليق برئاسة هذه المؤسسة الدستورية‘‘.

الجلسة، التي من المفترض أن تكون فضاء للنقاش البرلماني المسؤول، تحولت إلى ساحة للتلاسن والتجاذب، في وقت يتابع فيه المغاربة عن كثب أداء ممثليهم المنتخبين.

وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء من جديد على ضرورة ضبط سلوك المسؤولين داخل البرلمان، واحترام ضوابط الجلسات، وعدم استغلال منصة الرئاسة لتصفية الحسابات أو إطلاق الإيحاءات التي تمس بكرامة النواب والمؤسسة ككل.