حميد زيد – كود//

أنا لا ألومك يا بنكيران.

فليس لك الآن أي شيء. وليس لك فريق. وليس لك نواب. و الحزب الذي كان لك لم يعد نفس الحزب. وليس لك أي مدينة. ولا أي قرية.

وليس لك جماعة. ولا مقاطعة. ولا مستشارون.

وليس لك قاعدة. ولا امتداد. وليس لك نفس المغاربة. وليس لك نفس المحافظين.

والخطاب الذي كان لك تم استنزافه.

وليس لك نفس التأثير. والواقع لم يعد هو نفس الواقع. والمغرب تغير. والناس.والسياسة.

وليس لك حليف.

وليس لك ربيع. ولا صيف. ولا سياق. ولا قضية. ولا حيلة.

وليس لك أحد.

أنا أفهمك يا بنكيران. و متضامن معك. ومع كل الإخوان في حزب العدالة والتنمية.

وأفهم أنه ليس لك سوى مهرجان موازين. ولا بأس أن تجرب الهجوم عليه من جديد.

لا بأس أن تعود بنا إلى الماضي.

لا بأس أن تنتقده.

ولن أقول لك لا تستغل مهرجان موازين. ولا توظفه. بعد أن تسامحت معه. وقبلت به وأنت في السلطة.

لن أقول لك هذا.

فأنا أعرف حق المعرفة أنه ليس لك أي شيء.

وأنك في أمس الحاجة إلى قضية. وإلى محفز. وإلى عري. وإلى فسوق. وإلى مجون. وإلى شذوذ.

فخُذْهُ.

خذ مهرجان موازين. وحاول أن تتذكر به أيام العدالة والتنمية الجميلة.

حاول أن تسترجع به الزمن الجميل.

حين كان موازين بالنسبة إليكم قضية القضايا.

آه على تلك الأيام الخوالي. حين كان اليسار يطالب فيها بالديمقراطية. و بالملكية البرلمانية. وبالحرية. و بالعدالة. بينما كان شغلكم الشاغل هو محاربة العري. والرقص.

وكم ربحتم بهذا الخطاب.

وكم ساعدكم.

لكن لا شيء. للأسف الشديد. يعود يا بنكيران.

ولا شيء هو هو.

ومع ذلك. فإنه ليس من حق أحد أن يقول لك لا تتحدث عن مهرجان موازين.

ولا تقل فيه فرح. وفيه رقص. وفيه عري.

وأي شخص رأى ما وقع لكم. وكيف كان لكم كل شيء. وفي لحظة لم يعد أي شيء. سيتفهم حاجتكم إلى موازين. حتى قبل أن يبدأ.

وإلى أي شيء من هذا القبيل.

فخذه يا بنكيران

و اربطه بفلسطين. وبغزة.

سيسه.

قل لا يجوز الفرح.

وتألم.

و ناضل من أجل إحياء المناحة الإسلامية. وبعثها من جديد.

ومن أجل الحزن.

وابك. ابك يا بنكيران. وتمسك بموازين. وعض عليه بالنواجذ.