الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

تناولت تقارير إخبارية أمريكية معطيات عن دراسة الإدارة الأمريكية لثلاث مناطق لتوطين لاجئي غزة، حيث تم الزج فيها بالمملكة المغربية والصومال ومنطقة بونتلاند.

وتشير هذه التقارير لحاجة هذه الدول للولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما المملكة المغربية فيما يخص ملف الوحدة ومغربية الصحراء والدفاع عن السيادة الوطنية، وهي التقارير التي لا تستند على أي قاعدة صلبة أو معطيات حقيقية مصرح بها، سواء تعلق الأمر بحاجة المغرب للولايات المتحدة فيما تعلق بنزاع الصحراء أو غيره.

وقبل الحديث عن دراسة هذه المقترحات ومسألة التوطين في هذه المناطق يتوجب التذكير أن ما تم تداوله لا يعدو أن يكون مجرد تخمينات مبنية على أهواء صحفية ولا علاقة له بأي تصريحات رسمية أو عمل تقوم به الإدارة الأمريكية الجديدة التي سبق لها التأكيد على لسان الرئيس دونالد ترامب أن احتمال توطين فلسطينيي غزة مرتبط بمصر والأردن وتم رفضه مع إلحاح من طرف ترامب على قبول هاذين البلدين للمقترح الأمريكي.

وبالنسبة للمملكة المغربية التي يرأس الملك محمد السادس لجنة القدس، فإن المقترح الأمريكي الإسرائيلي في حالة تم التفكير فيه فإنه وُلد ميتا من أساسه، لأن المقترح مرتبط بالسيادة الوطنية المغربية، خاصة وأن المملكة المغربية سيدة قرارها ولا يمكن لطرف ثاني أو ثالث أو رابع أو حتى عاشر التدخل في قراراتها السيادية، وبالتالي فإن المغرب يملك زمام قراره بيده ومستقل في قراره وغير خاضع لأي كان وسيادته الوطنية فوق كل اعتبار وهو ما يتم التعبير عنه في كل الخطابات الملكية السالفة.

هذا المقترح الأمريكي الذي يتم الترويج له محكوم أيضا بمواقف المملكة المغربية المشرفة إزاء القضية الفلسطينية على ضوء تأكيد المغرب على ضرورة إحلال سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط في إطار حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، وهذا الموقف كفيل بالإحالة على أن غزة جزء من الدولة للفلسطينية، وأن غزة ملك للفلسطينيين بموجب القانون الدولي.

ومن جانب آخر، وفيما يخص حاجة المغرب لدعم الولايات المتحدة الأمريكية لترسيخ مغربية الصحراء، فإن مسألة الاعتراف الأمريكي محكومة باتفاقات أبراهام المبرم بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والذي لا يتضمن أي معطى حول مستجد الحرب في غزة وانعكاساتها على الوضع أو قضية الصحراء المغربية، وبالتالي فإن الدعم الأمريكي لمغربية الصحراء مستمر ومؤطر بتلك الاتفاقية رغم أنف التقارير المروج لها حاليا.

يبقى التذكير فقط أن المغرب وانطلاقا من زاوية إنسانية بإمكانه دعم الفلسطينيين كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، وبإمكانه أيضا تقديم الدعم لهم في شتى المجالات خاصة الطبية باستقبال حالة طبية في حاجة ماسة للعلاج فقط دون غيرها وبعيدا عن أية مقترحات قد تغير من واقع غزة ووضعها.