الوالي الزاز -كود- العيون///

[email protected]

من المنتظر أن يُفرج الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريش، في الساعات القليلة المقبلة عن تقريره بخصوص الحالة في الصحراء، قبيل أيام من موعد مناقشات مجلس الأمن حول الملف، والتي سيتم الكشف عن موعدها اليوم الاثنين الموافق لتاريخ 2 أكتوبر 2023.

وتسود حالة من الترقب مختلف الفاعلين في النزاع، لاسيما المملكة المغربية والجزائر وجبهة البوليساريو، في انتظار ما سيتم الكشف عنه من أحداث في التقرير ولغته وما إذا كان سيحمل جديدا يذكر، خاصة مسألة اللغة التي سيتم التعاطي بها مع الملف، في ظل وجود حرب مصطلحات خفية بين مختلف الأطراف لكسب خطوة في مسار النزاع.

ومن المرتقب أن يُعالج التقرير الحالة في الصحراء انطلاقا من شقها السياسي، بحيث سيطرح مخرجات زيارة المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا لمدن العيون والداخلة ومعاينات المبعوث للمنطقة، وما إذا كان سيُشكل ذلك فارقا في التقرير، لاسيما وأن ستافان دي ميستورا وقف على جهود المملكة المغربية في الأقاليم الجنوبية ومساعيها لتنمية المنطقة والاستثمار في ساكنتها لتحقيق العيش الكريم بعيدا عن المسار السياسي للنزاع، لقناعتها بعدالة قضيتها وحزمها في المنافحة عن وحدتها الترابية.

وبالإضافة سيناقش الأمين العام للأمم المتحدة أهم نتائج زيارة مساعد نائب وزير الشؤون الخارجية الأمريكية، جوشوا هاريس للمنطقة ومغزاها في ظل محاولات وضغط أمريكي في سبيل تقريب وجهات النظر من أجل بناء العملية السياسية والترويج لـ”الواقعية” لتطويق الحلول الأخرى ذات التداعيات الجيوسياسية الخطيرة على المنطقة، خاصة على ضوء عدم استقرار المحيط الإقليمي ومنطقة الساحل الصحراوي.

وسيكشف الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره عن الشق الميداني للنزاع، ذلك المرتبط بتجدد الأعمال العدائية بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو شرق الجدار على حد وصف تقارير گوتيريش السابقة، مع التركيز على عدم رصدها ومتابعتها فقط انطلاقا من التقارير الإعلامية الصادرة عن مختلف وسائل الإعلام، وذلك نتيجة عدم قدرة بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” على تغطية كامل المنطقة بالنظر لمحدودية وسائلها وضعفها لوجستيا وحاجتها للدعم الدولي، وتحجيم تحركاتها من طرف جبهة البوليساريو.

وسيبسط الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير حالة حقوق الإنسان في الصحراء، فضلا عن الجانب الإنساني المرتبط بعمل مفوضية شؤون اللاجئين والحاجة لعودة تبادل الزيارات لخلق بيئة ملائمة والتأثير بشكل إيجابي في المسار السياسي للنزاع، وكذا حضور النزاع على مستوى منظمة الاتحاد الأفريقي.