حميد زيد كود ////
منذ الآن علينا أن نتعود، وأن ننسجم مع وضعنا الجديد.
وبدل “بلدان العرب أوطاني من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان”، علينا أن ننشد ونهتف بلدان إفريقيا أوطاني، وأن نصبغ خالد السفياني بالأسود، وأن نغني للوحدة الإفريقية، والأشقاء الأفارقة.
والذين كانوا يحفظون عن ظهر قلب قصيدة “سجل أنا عربي”لمحمود درويش، عليهم من الآن فصاعدا أن يغيروا ذائقتهم الشعرية، وعوض درويش والشعر القومي العروبي، علينا أن نهتم بإيمي سيزار وبيراغو ديوب وليوبولد سيدار سنغور وبفكر وأدب وفلسفة “الزنوجة” عموما.
أما أنتم في الفيسبوك، فلا نزار بعد اليوم، ولا “متى يعلنون وفاة العرب”، ولا أحلام مستغانمي، ولا جلسات وناسة، ومن أجل التعود على الواقع الجديد، لا بأس أن تتبادلوا في ما بينكم قصيدة ليوبولد سيدار سنغور التي تقول:
“أخي الأبيض العزيز
عندما ولدتُ كنتُ أسود
عندما كبرت كنت أسود
عندما أكون تحت الشمس أكون أسود
عندما أمرض أكون أسود
عندما سأموت سأكون أسود
بينما أنت أيها الرجل الأبيض
عندما ولدتَ كنت ورديا
عندما كبرت كنت أبيض
عندما تذهب إلى الشمس تصبح أحمر
عندما يصيبك البرد تصبح أزرق
عندما تخاف تصبح أخضر
عندما تمرض تصبح أصفر
وعندما تموت ستصبح رماديا
فأينا إذن هو الرجل الملون”.
ولا بأس أن تضعوا الجيمات لهذا النوع من الشعر، وأن تكفوا عن النشر في العربي الجديد والعرب، والتفرج على فضائيات النايل وعرب سات.
ولستم مضطرين إلى التخلي عن عروبتكم، ومن يرغب في الاحتفاظ بها مع لمسة إفريقية، فإني أنصحه بالفيتوري، وبالأدب العربي السوداني ولغته وخياله الفاتنين.
أما الأموال فستأتي من بعد، وما كان يمنحه لكم الخليجيون سنعوضكم عنه أضعافا مضاعفة.
فالمستقبل لنا
والثراء بدأ إفريقيا وسينتهي إفريقيا
والإنسان ظهر إفريقيا
والسعادة دون شك ستكون إفريقية.
ولن نكون إقصائيين وعنصريين كما هو الحال بالنسبة إلى القوميين العرب، ولن نفرط في مغاربة صدام وبشار وحزب البعث، والمغاربة الذين ورثناهم عن إكراميات فقيد الأمة العربية معمر القذافي، وسنلونهم جميعا بالأسود، ونستفيد من تجاربهم القومية، ومن حماستهم، لتوظيفها في النهوض بهويتنا الجديدة القديمة.
وسنستغلهم في المظاهرات، وسنقوم برسكلتهم واستخراج الأسود الكامن فيهم، واستعمال لسانهم الطويل في وصول الصوت المغربي الإفريقي إلى أبعد مدى.
فما أجمل هذه الهوية
جاز
وبلوز
وريكي
وكناوة
ونضال بالرقص
وحزن بالرقص
وتشجيع بالرقص
ووحدة إفريقية بالرقص
وقهقهات يسمع صداها من بعيد
أما عندما نصبح أفارقة بالكامل
وسودا بالكامل
ونعود إلى هويتنا الأولى
فحينها يمكننا الفوز بكأس إفريقيا للأمم
التي حرمنا منها لعقود
بفعل الاستلاب الآسيوي
الذي كنا نعاني منه.