كود تطوان//
ناضت حملة استنكارات واسعة ف السوشل ميديا، ضد التصرف الأرعن لي داروه بعض الطلبة للي كيسميو راسهم يساريين قاعديين، فاش هجمو على رئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني، ف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان يوم الثلاثاء 4 يونيو 2025، مور ما خرج ندوة علمية نظماتها الكلية بحضور العميد، وجراو عليه بطريقة مهينة حدا باب الكلية، على خلفية اتهامه بالتطبيع خلال فترة ترؤسه للحكومة.
ورفع الطلبة المحتجون شعارات مناهضة للتطبيع، حيث أظهرت بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة احتكاك وفوضى عند باب الكلية، ومحاولة الهجوم ومن ثم طرد العثماني وتهريبه من طرف المنظمين بعد ذلك.
ونفى مقربون من سعد الدين العثماني بشكل قاطع أن يكون قد تم طرده أو منع محاضرته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، مؤكدين أن النشاط الأكاديمي حول الصحة النفسية جرى في أجواء جيدة داخل القاعة التي قررت إدارة الكلية احتضانه بها منذ البداية، بحضور العميد وأطر الكلية وعدد كبير من الطلبة الذين امتلأت بهم القاعة. وأكدت المصادر ذاتها أن المحاضرة عرفت تفاعلاً محترماً وتم في ختامها تكريم العثماني من طرف المنظمين.
أما الاحتكاك الذي وثقته بعض الصور ومقاطع الفيديو، وفق رواية مقربين من العثماني، فقد وقع عند مغادرة العثماني للمؤسسة، حيث حاولت مجموعة من الطلبة المنتمين لفصيل يساري قاعدي اعتراض طريق السيارة التي كانت تقله، وافتعلوا ضجيجاً إعلامياً عبر الشعارات والاحتكاك اللفظي والجسدي، بعد أن فشلوا في نسف النشاط. كما أشارت المصادر إلى وجود شخص من خارج الجامعة كان يوجه المحتجين، في مشهد وصفوه بـ”المخزي” والذي لا يعبر عن روح الجامعة ولا عن قيم النقاش والاختلاف.
وفيما تضامن عدد من السياسيين والنشطاء مع العثماني، معبرين عن استنكارهم لما وصفوه بـ”التهجم على حرية التعبير”، كان لعدد من النشطاء الأمازيغيين موقف واضح وصريح من الواقعة. حيث انتقدوا بشدة سلوكات الفصيل الطلابي القاعدي، مشيرين إلى أن هذا الفصيل لا يؤمن بالحوار ويجيد فقط لغة العنف.
ومن ضمن المتضامين مع العثماني، البرلمانية السابقة باسم الاتحاد الاشتراكي ورئيسة المنظمة النسائية لحزبها، حنان رحاب، التي وصفت ما حدث بـ”الاعتداء المشين” معتبرة أن ’’الجامعة يجب أن تبقى فضاءً للتعدد والحوار، لا منصة للإقصاء والعنف‘‘.
وأضافت رحاب في تدوينة لها، كانت الجامعات.. وما زالت… فضاء للفكر والتعدد والنقاش البناء، لا ساحة للمزايدات أو تصفية الحسابات الأيديولوجية.. وما جرى يعيد إلى الأذهان مظاهر سلبية كنا نظن أننا تجاوزناها.. تنتمي إلى زمن مضى وثقافة لم تعد تقبلها المجتمعات الحديثة…”، مشددة على “أن ما حدث يستوجب الإدانة الصريحة.. كما يستدعي موقفا حازما لحماية المؤسسات الجامعية من مظاهر العنف والتطرف.. وضمان بقائها فضاءات يحترم فيها الاختلاف.. وتعزز فيها القيم العلمية والإنسانية”.
عبد الله بوشطارت، أحد النشطاء الأمازيغ، كتب على صفحته: “نفس التيار القاعدي المتطرف الذي اعتدى على طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية في الناظور وأصابهم بجروح خطيرة، هو نفسه من تهجم على سعد الدين العثماني داخل كلية تطوان، وحرمه من إلقاء محاضرته… هذا التيار لا يعترف بالاختلاف ويشرعن العنف ويدعي أنه يدافع عن فلسطين فيما يمارس الاستئصال ضد كل من يخالفه الرأي داخل الوطن‘‘.
وأضاف بوشطارت أن التيار القاعدي المذكور “مازال وفياً لثقافة الستينيات وممارسات العنف الثوري والتخوين الإيديولوجي”، وأن “ما وقع في تطوان استمرار لنفس العقلية الإقصائية التي ترفض النقاش وتحتمي خلف قضايا خارجية لتبرير سلوكها العنيف داخل الجامعة.”
كما أشار نشطاء آخرون إلى أن هذا الاعتداء يضع من جديد مسألة العنف الجامعي على طاولة النقاش، خصوصاً وأن ضحيته هذه المرة ليس خصماً سياسياً بل طبيب نفسي جاء للحديث عن الصحة النفسية، مما يطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير في الفضاء الجامعي.
لكن الوحيد الذي أشاد بطرد العثماني، هو عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنتهية ولايته، وقد عبر بالقول على صفحته الفايسبوكية :”هكذا يلاحق موقعو التطبيع أين ما حلوا ولعنة التطبيع تلازمكم وتظل وصمة عار على جبينكم”.