الوالي الزاز -كود- العيون////
[email protected]
غذّت عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية وسياسته المالية والإقتصادية التقارير حول تقليص الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة، ولاسيما بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” بالنظر للأموال المُهدرة منذ إحداثها سنة 1991 دون القدرة على الوصول لتحقيق نتيجة فيما يخص نزاع الصحراء.
وباش ناخدو فكرة على السياسة الإقتصادية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أخذ على عاتقه أنه يخفض الإنفاق بشكل كبير، لاسيما الإنفاق الخارجي وتوجيه البوصلة لتقوية الإقتصاد الأمريكي لمواجهة المد الصيني وتعزيز النمو الإقتصادي الأمريكي، وهادشي أيضا عندو إرتباط بسياساتو الخارجية باش يزيد يهيمن على العالم ويضغط على بعض الدول المُتمنِّعة ويرجع صورة الولايات المتحدة القوة العظمى فالعالم واخا على حساب شركاء كبار بحال الإتحاد الأوروبي مثلا.
من بين أسس هاد السياسة الإقتصادية والمالية، كيشوف ترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية خاصها تقلل الإنفاق على الخارج وتوقف المساعدات والمساهمات اللي كانت كتعطي لأنها تستنزف ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية، هادا موضوع كبير ومتفرع، وغادي نكتافيو بمناقشة فقط هاد السياسة المالية وتداعياتها على الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة في الصحراء اللي كتعنينا، بما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مساهم مالي فالأمم المتحدة.
2023.. الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مساهم مالي فالأمم المتحدة وحطات 13 مليار دولار
كنسمعو دائما بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مساهم فالأمم المتحدة، وهادشي صحيح بحكم أن مختلف الإدارات الأمريكية المتعلقبة خدات على عاتقها أنها تكون كذلك باش تزيد تعكس سطوة واشنطن ودورها القيادي في العالم وأنها القائد المثالي للعالم، وهادشي كتوفرو المساهمة المالية السنوية المقدمة للأمم المتحدة.
ميريكان وكنسبة فراه كتوفر أكثر من 28 في المائة من ميزانية الأمم المتحدة لسنة 2023، وهي النسبة اللي كتفوق بالضوبل الميزانية اللي كتحطها الصين واللي هي 12 في المائة فقط، واليابان بنحو 8 في المائة، وگغلاف مالي فالولايات المتحدة خلصات 28% (13 مليار دولار) من أصل 46.4 مليار دولار من تمويل حكومات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2023.
هاد التمويل اللي تخصصه الولايات المتحدة الأمريكية للأمم المتحدة ما كايناش ارقام رسمية تحدد شحال كتستافد منها بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، ولكن في المجمل فالارقام العامة كتقول بأن 30 في المائة من المساهمة الأمريكية للأمم المتحدة كتمشي لبعثات الأمم المتحدة في العالم بمافي ذلك “مينورسو”.
الولايات المتحدة الأمريكية ونزاع الصحراء و”مينورسو”
بمجرد عودة الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، لقيادة الإدارة الأمريكية رجع الموقف الأمريكي من نزاع الصحراء للواجهة، وأكدات واشنطن دعمها الصريح المباشر للوحدة الترابية للمملكة المغربية ومغربية الصحراء وكذلك مبادرة الحكم الذاتي كأساس تفاوضي وحيد وهاد الموقف يوحي ببزاف ديال الحوايج ويشير بشكل مباشر لقضية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” ودورها مادامت الولايات المتحدة الأمريكية هي المتحكم الرئيسي فنزاع الصحراء.
الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء عندو طريق واضح وهو مبادرة الحكم الذاتي كأساس تفاوضي وحيد، وهاد الموقف عندو إنعكاس على بعثة الأمم المتحدة في الصحراء “مينورسو” لأنه في حالة أقرت الإدارة الأمريكية الحالية أنها تنقص من مساهمتها للأمم المتحدة فراه غادي تتضرر أكثر من ماهي متضررة، وغادي تعجز على تأدية مهمتها في المنطقة وممكن يكون هاد النقصان مقصود من الإدارة الأمريكية الحالية باش توقف وتقدر العملية السياسية للنزاع منحى إيجابي، خاصة وأن صرف مئات الملايين ديال الدولار على البعثة لأكثر من 25 سنة كيبان بحال إلى ضياع ديال هاد المبالغ المالية الصخمة دون جدوى.
تمويل ميريكان ومينورسو.. ورقة للضغط على الأمم المتحدة
فالغالب فإن مجرد نقصان الولايات المتحدة الأمريكية لتمويلها للبعثة ممكن يوقع شلل فعمل البعثة وما تقدرش الأمم المتحدة تخلص مستحقات الموظفين والعناصر العسكرية والتعويضات ديالهم، وهذا طبعا غادي يحول دون تأديتهم لوظائفهم ويعتبر عرقلة لعملهم.
شحال هادي هاد الورقة ديال تخفيض المساهمة المالية ديال ميريكان كانت ورقة ضغط على الأمم المتحدة والمبعوثين الشخصيين، وكنا شفنا هدرة على هاد النحو إبان مرحلة المبعوث الشخصي الراحل، هورست كولر، اللي دارت خلال ولايتو هدرة على هاد النقصان بسباب عدم قدرتو على التوصل لأي تقدم فالعملية السياسية قبل ما ينجح من بعد هاد الضغط فإعادة إحياء هاد العملية من خلال الموائد المستديرة بجنيف واللي عطات إيحاء بالقدرة على حل النزاع، وبالتالي فإن تلويح ميريكان بتخفيض المساهمة ومعاه تجديد ولاية “مينورسو” لست شهور فقط فهاديك المرحلة جاب نتيجة ولو موائد مستديرة لم تناقش أصل النزاع أو حله أو تسويته.
دي ميستورا حاليا فشل فأنه يدير أية إضافة في النزاع وأصبح قاصر فمواجهة التباعد فالمواقف، فما بالك إذا كانت حتى “مينورسو” عاجزة، مع العلم أنه يصفها بكونها ميسر ومسهل للخدمة اللي كيدير.
تمويل ميريكان ومينورسو.. ورقة ضغط على الأطراف
تخفيض الإدارة الأمريكية لمساهمتها المالية لـ”مينورسو” يعد أيضا إجراء للضغط على الأطراف لحثهم على الإنخراط في العملية السياسية اللي كيقودها المبعوث الشخصي حاليا، ستافان دي ميستورا، ولكن هاد الضغط جاي فمرحلة خاصة كدوز منها العلاقات بين المغرب وميريكان، وفمرخلة كاينة فيه أعمال عدائية لا يمكن إغفالها مهما كانت حدتها سواء مشتدة أو ضعيفة.
وبالتالي فهاد التخفيض إذا تم إقراره وبالنظر للموقف الأمريكي من نزاع الصحراء ودعم واشنطن لمغربية الصحراء، موجه بالأساس للجزائر والبوليساريو اللتان ترفضان الإنخراط فالعملية السياسية كيف كتشوفها الولايات المتحدة الأمريكية وميريكان كتشوفها انها تمر عبر مبادرة الحكم الذاتي كأساس تفاوضي وحيد، واخا الجواب ديال الجزائر والبوليساريو واضح من المبادرة، بمعنى يمكن تَتَمنّع الدزاير والبوليساريو لفترة، ولكن مهما طال هاد التمنُّع ممكن تكون صيغة للحل بهاد الطريقة ورغم أنفهما، لاسيما وأن المملكة المغربية هي الرابح بحكم انها تمارس سيادتها الوطنية على الصحراء بشكل عادي وتواصل مشوار البناء والتشييد والإستثمار فالإنسان فالصحراء والخاسر هو اللي يتاجر بهاد الملف.
خلاصة الغاية من تخفيض الولايات المتحدة الأمريكية لمساهمتها المالية للأمم المتحدة هو إخراج الجزائر والبوليساريو من قوقعتها اللي قائمة على الإنفصال وقيام دولة ممكن تشكل خطر كبير على الأمن القومي الأمريكي والأوروبي أيضا، خاصة فظل عدم الإستقرار فغرب افريقيا، وكذا التفكير بجدية فمقاربة ضامّة بحال الحكم الذاتي يستافد منها الصحراويين ويتحقق بيها الدعم الأمريكي للمملكة المغربية ويتحل بيها النزاع سياسيا ويكونوا الصحراويين هوما اللي عندهم القرار كيف “بغات” او كتروج الدزاير.
المغرب غادي يكون الرابح الأكبر من هاد المعمعة كلها وطريقة إشتغال إدارة دونالد ترامب وموقفو من مغربية الصحرا كتخدمو والسياسة ما فيهاش موقف مستقر ومحكومة بالمصالح، والمصالح فالعالم كله مرهونة حاليا بالقرب بالإدارة الأمريكية خاصة ديال دونالد ترامب اللي ممكن يدير مفاجأة فنزاع الصحرا ويساليه بإعتماد الحكم الذاتي حلا.