حميد زيد- كود//
يمكن أن نصنع من مايسة حزبا. نقابة. مدرسة. تفاحة. قنبلة. سيارة. وردة. شاحنة. نظرية. بناء. أطروحة. قضية. شغلا. تسلية. وقفة. استراحة. نقاشا. مناظرة. صرْحا. فاصلا إعلانيا. هدفا. خلافا. مشكلة. حلا. نظرة. حدثا. موضوعا. حزنا. غبطة. ألما. راحة. مشكلة. حلا. خابية. قربة. نارا. حافلة. لغة جديدة. كراسة. طريقا. وقفة. عصيدة. سهما. قذيفة. شوكة. زهرة. بطيخة. سرابا. حريرة. قصة. رواية. فيلما. تيارا. منحدرا. قمة. رمانة. لمعة. حلكة. فانوسا. حفرة. مسدسا. متراسا. جبهة. هدنة. حربا. سلاما. لعبة. ترفيها. درسا. تخصصا. مبحثا. عطرا. سلاحا.
فأي شيء تصيره مايسة تنجح فيه.
قفطانا. فستانا. مكتبا. صالونا. دعوة. رسالة. حذاء. نداء. تنظيما سياسيا. جمعية. شارعا. برنامجا. كتابا. حلقة. قرطا. نهجا. طريقا.
وحين تختفي تنجح مايسة في اختفائها.
وحين تظهر تنجح مايسة في ظهورها.
لكن أغلبنا لا ينتبه إلى هذه الظاهرة المغربية الفريدة التي اسمها مايسة سلامة الناجي.
وأنه يمكننا أن نصنع بها أي شيء.
وفي كل تحولاتها يمشي الناس خلفها. ويتبعون صورها المتعددة. ولا يملون منها.
و حين تصبح مايسة شجرة يعلقون عليها.
و نخلة. وزعيمة. وحكيمة. وحورية. وجنية. وزاهدة. وبطة. وسلسلة. ومسلسلا. يتسلقونها. ويتابعونها إلى نهايتها.
ولذلك فإن من يملك مايسة يملك مفتاح كل شيء.
ومحظوظ من هي في صفه.
ويكفي أن يقول لها صيري فلسفة فتتحول مايسة إلى فلسفة في الحين.
وأريدك حلما فتخرج الأحلام من مايسة.
وتيارا كبيرا فتجرف الجمهور معها.
وكم تنفع مايسة في الأوقات العصيبة. وتلك التي لا يحدث فيها أي شيء.
فتخرج وتملأ الدنيا وتشغل الناس. ومن ليس له موضوع يتشبث بها كغريق.
ويمكن أن تصنع بها في هذه الحالة طوق نجاة. و شطا. وجزيرة. وخفر سواحل. وسفينة. ومنظمة. وممرا إنسانيا. وعطلة. و محفة. ودواء. وملجأ. ومرفأ.
وهي الآن حزب.
لكنها قادرة على أن تصبح أي شيء.
عاصفة. نسمة. بردا. ريحا صرصرا. ريح سموم. طوفانا. هواء عليلا. سحابة. غيما.
محطة استراحة.
إلا أن المؤسف أننا لم نستفد من مايسة سلامة الناجي بما يكفي. وكما يجب.
ولم نوظفها التوظيف الصحيح.
ولم نصنع بها ما نحتاجه.
ولم نجرّبها كما يجب.
وقد كان بمقدور الدولة أن تجرّبها في أشياء أهم. وفي ما نحتاجه أكثر كمغاربة.
و أن تقوم بتطويرها. وبتأطيرها. وبدفعها في اتجاه ينفع النمو. والدولة الاجتماعية.
فمايسة التي تحولت إلى حزب لن تجد صعوبة في أن تصبح طائرة مسيرة.
أو قمرا صناعيا.
إذ أنها تؤكد في كل خطاباتها. وتحولاتها الكثيرة. أن هدفها هو خدمة الصالح العام. وهو المساهمة في تقدم المغرب.
ولو كانت مايسة في بلاد أخرى
ولو كانت لدى الصينيين لسيطروا بها على العالم.
و لحموها.
و لوضعوها في مكان آمن. و لقاموا بتجريبها في كل المجالات. و لحافظوا على طاقتها. و لاستنسخوها. ولأكثروا منها. كي لا تنفد.
ولاستخرجوا منها العجب.
ورغم كل ما أظهرته مايسة من قدرات
ورغم شعبيتها الرهيبة في كل حالاتها وصورها
إلا أننا لا نوظفها التوظيف الجيد.
فنصنع منها حزبا. بينما الأحزاب موجودة بكثرة. ولا حاجة لنا إلى حزب آخر.
ونتركها تبدد طاقاتها. وتبذل مجهودا. وتتعب. وتصاب بالخيبة. وتسرف في تجريب نفسها.
وتفكر بالانسحاب. ثم تظهر من جديد. في حلة جديدة. و بعقيدة جديدة.
بينما كان من السهل التعاون مع مايسة.
والاهتمام بها. وتقديرها. ودفعها في اتجاه أن تصبح طائرة مثلا.
معدنا نفسيا.
لؤلؤة في محارة. والمحارة في بحر. والناس يغصون بحثا عنها.
بئرا في أرض قاحلة.
نبع ماء.
مطرة.
تهطل علينا وتسقي قلوب المغاربة
وتروي ظمأهم.