عبد الواحد ماهر – كود//

انعكست برودة الطقس صباح اليوم الاربعاء بمدينة الدار البيضاء على سوق الورد في يوم استثنائي بحجم الثامن من مارس الذي ظل يشهد رواجا لافتا في السابق، قبل أن تتغير أحوال الناس مع جائحة كورونا ويصبح نظام «العمل عن بعد» معتمدا لدى الكثير من الشركات .

وفي مدخل «المارشي سنطرال» بمدينة الدار البيضاء، وضع بائع حبات ورد على قارعة الطريق ، أملا في أن يقبل المارة على شرائها، لكن المارة بشارع محمد الخامس ،ممن يغادرون عربات الترامواي بمحطة «السوق المركزي » بعضهم منشغل بالنظر إلى هواتفهم النقالة وتفحص الرسائل،فيما يحث الباقون الخطى ويذوبون وسط الزحام .

في مدخل السوق ،وضع باعة باقات ورد معدة للبيع موضوعة في أصائص عبارة عن علب مربى (كوفتير) معدنية بها مياه للحفاظ على نضارة الوردة لأطول مدة ممكنة .
هذا العام ،يتراوح سعر الوردة الواحدة مابين 15و 20 درهما ،بينما لم يكن السعر يتجاوز في مناسبة الثامن من مارس مبلغ 10دراهم .

غلاء للاسعار يرجعه تجار الورود إلى غلائها من المنبع ومن تجار الجملة من فلاحي منطقة بني ملال تحديدا .

«نشتري الورد من تحار بني ملال بسعر يتراوح ما بين 10و 12 درهما للحبة الواحدة..منطقة بني ملال هي الوحيدة التي تزود السوق حاليا ،و هامش الربح لدينا قليل ونجد انفسنا محرجين مع زبائن يرغبون في شراء الورد بمناسبة عيد المراة هذا العام » ،يوضح تاجر بالسوق.

هذا العام انخفضت مبيعات الورد المخصصة للشركات التي تشغل عددا من النساء ،بعدما دأب اصحابها على اقتناء كميات مهمة من الورود خلال هذا اليوم ،لكن مع مجئ كورونا وظهور «العمل عن بعد »أصبح شراء ورود ثامن مارس أقل مقارنة مع الاعوام الماضية ،يوضح نفس التاجر .

في الدار البيضاء يوجد سوق للورود بالجملة ينعقد ليلا مرتين في الاسبوع ..يوضح التاجر ..كيف يمكن أن يعقد سوق ليلا في مدينة ناسها نيام سألته؟ ليرد بالقول :«نعم بالنسبة لباعة الورد في الدار البيضاء يتبضعون من تجار الجملة ليلة كل خميس أو سبت قرب «المارشي سنطرال» وذلك ابتداء من الساعة الرابعة صباحا لحدود السابعة صباحا ..حيث ينفض السوق الذي لا يعرف غالبية سكان الدار البيضاء بوجوده لانهم يكونون نائمين في منازلهم ».