محمود الركيبي -كود- العيون //

جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تمسك بلادو بموقفها التقليدي من النزاع الإقليمي حول الصحراء، المعادي للوحدة الترابية للمغرب، والداعم لأطروحة جبهة البوليساريو.

وقال تبون، فخطاب لقاه خلال زيارتو إلى مقر وزارة الدفاع الجزائرية، إن الجزائر ترفض أن يفرض عليها أو على جبهة البوليساريو أي حل من الخارج، لكنها ستقبل بأي حل تقبله الجبهة، في تلميح إلى تعرض بلاده إلى ضغوط دولية للدفع نحو القبول بتسوية للنزاع تقوم على الواقعية والتوافق، وذلك في ظل الدعم الواسع والمتنامي من قبل القوى الكبرى، لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب، باعتبارها حلا “واقعيا وعمليا ودائما” للنزاع.

وجا خطاب تبون ف ظرف دبلوماسي حساس، حيث كيشهد ملف نزاع الصحرا حراكا مكثفا داخل مجلس الأمن الدولي استعدادا لتجديد ولاية بعثة المينورسو أواخر أكتوبر الجاري، وسط إجماع واسع بين أعضاء المجلس على أهمية الدفع نحو حل سياسي دائم يقوم على الواقعية والتوافق.

وف سياق مواز، تطرق الرئيس الجزائري إلى ملف العلاقات مع المغرب، نافيا وجود أي علاقة بين استمرار إغلاق الحدود البرية بين البلدين وملف النزاع حول الصحراء، وهو التصريح الذي يأتي بعد أيام قليلة من تلقي كل من الرباط والجزائر لرسائل رسمية من القيادة السعودية، ما فسّره مراقبون بأنه مؤشر على وساطة محتملة تقودها الرياض بهدف تهدئة الأجواء وإعادة بناء الثقة بين البلدين، تمهيدا لاستعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ غشت 2021، وفتح الحدود البرية المغلقة منذ 1994.

وكيشوفوا محللون بلي حديث تبون عن “رفض الحلول المفروضة” يشير ضمنيا إلى التحفظ الجزائري على المقاربة الدولية الجديدة تجاه النزاع، التي تميل بشكل متزايد إلى دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره أساسا واقعيا للحل، كما يعكس إدراكا متناميا لدى صناع القرار في الجزائر بأن هامش المناورة أمام جبهة البوليساريو يتقلص، وأن ميزان المواقف الدولية بات يميل بوضوح لصالح المغرب، خاصة بعد الموقف الأمريكي الحازم، المشدد على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد الممكن للنزاع.