عمر اوشن- كود

في ” الجريدة الأخرى” الاسبوعية التي أصدرها علي أنوزلا و توفيق بوعشرين كتبت مرة في عمودي أن العيد الكبير ليس رؤيا بقدر ما هو كوشمار..
كانت الفكرة واضحة في الذهن كما عند الملايين من الناس ..لكن قلة من يفصحون عنها..
لم أبحث عن كلمات أخرى مرطبة من قبيل الشقشقات التي يلجأ إليها بعض الناس لتبرير أشياء غير مقبولة في عصرنا الحالي.. طبعا وجدت من أزعجه المقال و الفكرة و اعتبرني خارج عن ملة جمعة مباركة و استحق تكميم كلماتي..
كان ذلك قبل سنوات.. لمن تعاود زابورك يا داود؟.

العيد الكبير من الأفكار التي لم تعد مسايرة للعصر الراهن..
مثل أسبقية الذكر على الأنثى في الإرث و الجنس بدون كاغيط و إخفاء الجسم باسم تعاليم من السماء السابعة و السباحة بالجلابة و البيجاما و البوركيني و غيرها من الأمور المضحكة التي تعقد و تعيق الحياة.
العيد الكبير لم يعد يحمل معاني غير الأكل و الشواء و بولفاف و الأوساخ و الشناقة و القروض و حرائق داخل الأسر و الازدحام و حوادث السير و جنون الحافلات و هدر كبير للمياه و أمراض مختلفة .
لا شيء يرمز إليه هذا العيد اليوم .بما فيه الجانب الديني الذي فقده لصالح العلف و المجمر و السريط..
سيدنا إبراهيم رأى حلما مزعجا نعم..
لكن في عصر الكمبيوتر و الهندسة الوراثية و غزو الفضاء لم يعد لهذا الكوشمار معنى سوى التمسك بأشياء تجاوزها التاريخ و الزمن و الفكر البشري .. و منها تقديم قربان أضحية للرب مقابل الاعفاء من ذبح الإبن ؟؟
حلمت مرة أنني فقدت إبني في طوفان في طنجة ..
قضيت ليلة من أصعب الليالي في جحيم ..كنت وسط التسونامي فزعا أهرول و أصرخ : ولدي أين أنت ؟ لكن لا أجد له أثرا في المدينة المنكوبة ..
الحلم كان يشبه جدا قصة “بينوكيو” حينما ضاع و فقد والده عقله بحثا عنه..
لو كنت حلمت الذبح لا أدري هل سأكمل ليلتي أم القى حتفي من شدة الخوف و الرعب.
قصة الكوشمار يجب أن تفهم في سياقها الاسطوري ..و إنتهى النقاش..
العادة السرية كانت طقسا دينيا لسكان عاشوا على ضفاف نهر النيل في التاريخ القديم ..
هل نعتبرها هي أيضا مقدسة مثل ضرب الشيطان بالحجارة و توزيع الإرث دون مناصفة و مساواة و غيرها من” المقدسات”.
كل التضامن معك يونس دافقير..
لكن بلاتي لحظة..
لماذا تكاثرت القصص و الحكايات هذه الأيام كأننا نبحث قسريا نسيان الزفزافي و شباب الريف المعتقل الذي سيقضي عيده في كوشمار آخر غير كوشمار سيدنا إبراهيم..