أحمد الطيب – كود الرباط//
خرجت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ببيان جديد تهاجم فيه أحمد الشرعي، وتشيد فيه بمضامين الرسالة الملكية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني..
الكاتب والباحث الأمازيغي، أحمد عصيد، قال إن “هذا البيان الثاني يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الأمانة العامة لحزب المصباح أصبحت تتصرف مثل طفل يرتكب الزلات ثم يبحث عن التخفيف من عواقبها بممارسة التقية والتبرير، فاستعمال شخص الملك ومواقف الدولة وإظهارها كما لو أنها مواقف الحزب الإخواني هو ضرب من التضليل، لأن مواقف الدولة المغربية في موضوع فلسطين متوازنة ولا تشيع الفتنة في المجتمع ولا تقوم بالتحريض ضد الأشخاص الذين يتخذون مواقف مخالفة”.
وأضاف عصيد، في تصريح لـ”كود”، قائلاً: “إن قول بيان الحزب بأن ما عبر عنه أحمد الشرعي ليس وجهة نظر ولا رأيا هو ضرب من الهذيان الذي يقصد به تبرير الخطأ الذي ارتكبه الحزب بممارسة التحريض وإشاعة الكراهية والسب والقذف، كما أن الحديث عن “إجماع وطني” في قضية سياسية دولية هو تضليل للرأي العام واستعمال لكلمة “إجماع” كلجام لإسكات الأصوات المختلفة، لأن الحقيقة المسكوت عنها في بيان الحزب هي أن القضية الفلسطينية يختلف فيها أعضاء النخبة المغربية المتعددة المشارب كما يختلف فيها المواطنون أيضا، حيث يعبر المغاربة في جلساتهم الخاصة عن آراء متضاربة لا تظهر في العلن بسبب الإرهاب الفكري والعنف اللفظي وانعدام احترام الآخر.
وتابع: “فأنا شخصيا إذا كنت مع الحق الفلسطيني وأدعو إلى إنهاء الاحتلال، إلا أن ذلك لا يسمح لي مطلقا بالتهجم على من يرى غير ذلك، وعندما ألتقي مع مغاربة لهم رأي مغاير لا أسمح لنفسي بممارسة الإرهاب عليهم”.
ويرى عصيد أن “الحزب الإخواني ذو الإيديولوجيا الأجنبية عن بلادنا، يعتمد وضع خطوط حمراء للنقاش العمومي في المغرب – كما فعل في موضوع المدونة – هو إرهاب فكري حقيقي وتحريض ضد إعلاميين وفاعلين سياسيين ومدنيين ينتقدونه ويبرزون تناقضاته ونقاط ضعفه. وهو حق مبدئي لكل واحد لا جدال فيه، سواء تعلق الأمر بقضايا سياسية داخلية أو خارجية. وأدعو المغاربة إلى تقبل بعضهم البعض مهما كانت المواقف مختلفة أو متناقضة، وأن يحافظوا على رأسمال الحوار الوطني بينهم بكل تسامح وتقبل للاختلاف، وأن ينبذوا التطرف والإرهاب الإخواني الذي يتحين الفرص لخلخلة الأوضاع في بلادنا وتهديد السلم الاجتماعي منذ مغادرته لكراسي الحكومة”.