كود الرباط//

اللي كيتابع المشهد السياسي المغربي فهاد الشهور الأخيرة، غادي يلاحظ تناقضات كبيرة في مواقف حزب الاستقلال. حزب عندو وزراء فالحكومة، ولكن كيتصرف بحال إلا مكون رئيسي ف المعارضة. لا تواصل منسجم مع الموقع المؤسساتي ولا مواقف واضحة، غير خرجات إعلامية ضد الحكومة وقرارتها ويشكك ف أرقامها، فحال اللي وقع فجدل الأسعار، ودعم الحولي، ومدونة الأسرة، والقانون الجنائي. بل اكثر من ذلك، شفنا لبارح نزار بركة الأمين العام للحزب، كيهضر على الفراقشية بحال الفايسبوكيين. ف إشارة إلى “سرقة الدعم المخصص للحوالا”. علما أن عدد من وزراء الحزب أعضاء فاللجنة الوزارية لتتبع ومراقبة الأسعار. هنا “فهم تسطا”.

مصادر من داخل الحزب، هضرت لـ”كود”، كتقول بلي حزب الاستقلال عمليا راه انسحب بصمت من الحكومة، وكيتسنى الفرصة ديال بداية العد العكسي للحملة الانتخابية، حزب كيجلس حتى للسنة الأخيرة من عمر الحكومة وكيخلق “بوليميك” سياسي وركوب على موجات الغضب فالسوشل ميديا، بحال هادشي ديال الفراقشية.. نزار بركة كيقول لي عندو الشجاعة باش واجههم.. باش؟ الله اعلم.. حتى المهمة الاستطلاعية مدارتش.

المواقف المحافظة.. رفض تحديث لمدونة الأسرة وآراء متخلفة فالقانون الجنائي

حزب الاستقلال كيعرقل بعض مشاريع وسط الحكومة، باسم المواقف المحافظة.. هادشي بشهادة وزير معهم فالحكومة، حتى  فاش خرجت لجنة مراجعة مدونة الأسرة بمقترحات جريئة لصالح النساء والمساواة، كان أول حزب كيطالب بالحذر، وكيهدد ف البرلمان وغيرها من المواقف.. وفاش جات الحكومة باش تدفع بمشروع القانون الجنائي الجديد، اللي فيه روح حداثية، حزب الاستقلال ولى جزء من لوبي البلوكاج لهاد المشروع باسم المرجعية والمحافظة.

هاد المواقف، كتعكس مشي فقط ازدواجية سياسية، ولكن عقلية محافظة محكومة بفكر قديم، ما بقاش كينسجم مع تطور المجتمع المغربي ولا طموحات الأجيال الجديدة.

ريع آل فاسي.. من 55 لدابا سردية “فكر علال” للتمكين فالمناصب لأبناء العائلات

باش نفهمو هادشي لي طاري “تقلبات حزب الاستقلال”، خصنا نعرفو السياق ديالها وهو عودة النخبة البرجوازية التقليدانية المحسوبة على “آل الفاسي” للسيطرة على الحزب. نخب محافظة، كادور على سردية “فكر علال الفاسي”، وتستعملو كشعار من أجل العودة لهرم السلطة التنفيذية (رئاسة الحكومة). كيصورو لينا علال الفاسي هو بطل التحرير. واش هادي ماشي محاولة للتنافس على رمزية بطل التحرير الحقيقي، واللي هو محمد الخامس.

الحزب رجعات تحكم فيه نخبة برجوازية محافظة من فاس، وكتتصرف بعقلية ديال “الورثة”. كلشي مبني على سردية علال الفاسي، كأن الحزب باقي عايش فـ1955. أي خطاب سياسي، كيبدا بعلال وينتهي بعلال. ولكن الحقيقة، أن فكر علال اليوم كيتستعمل كأداة لولوج المناصب وفرملة باقي التيارات داخل الحزب، باش تولّي عائلات معروفة كتقود الحزب من الداخل، وتوزع المناصب والريع، وتخنق أي تيار آخر داخل الحزب.

وحتى نفترضو أن علال الفاسي من أبطال التحرير، واش بوحدو؟ وعلاش بالضبط كولشي كيبغيو يربطوه به. فالحقيقة هاد السردية، ما بقاتش كتقنع شباب الحزب ولا الرأي العام. شكون باقي كيعرف علال الفاسي. راه كولشي عارف بلي للي كيردد السردية ديال “علال هو اللي جاب الاستقلال”، هوما المستفيدين من ريع الاستعمار وهوما نيت لي كيستفدو من ريع الوزراء الحاليين. أما المقاومين الحقيقيين تهمشوا أو تقمعوا.

حزب العائلات.. من البرلمان حتى الدواوين

اليوم الاستقلال، حزب قليل فين نهضرو فيه على الكفاءة، كلشي خاضع للفرزيات والعلاقات العائلية. ولد فلان، بنت فلان، من الدواوين حتى لمناصب ف مؤسسات كثيرة ومنها البرلمان.

أسماء بحال عبد المجيد الفاسي، الطرمونية، والأنصاري، قيوح،  كلها وجوه ديال العائلات المتحكمة فدواليب الحزب، بلا ما نهدرو على الشركات اللي كتستافد من صفقات بالملايين، واللي مقربة من قيادات سابقة فالحزب أو محسوبة على وزير سابق.

فرنساوي كيسير تواصل حزب الاستقلال

كيفاش حزب كيقول أنه قاوم الاستعمار الفرنسي، ودوك الشعارات ديال التعريب وغيرها، وفالحقيقة وكولشي عارفها هو أن اكثر حزب مفرنس هو حزب الاستقلال.

حتى فالتواصل الحزبي والانتخابي، كنلقاو فرنساوي شادو؟ ماشي غير تواصل الحزب، بل حتى تواصل وزارة نزار بركة، ووزارة رياض مزور، وخدمات الحملة الانتخابية ديال 2021. نفس الشركة ديال الفرنساوي لي وصلت للبرلمان بعدما خدا صفقة تواصل مع وزيرة الطاقة ليلى بنعلي.

وزراء “من نهار تعينو” وهوما غابرين بسبب توجيهات “عمي نزار”

من بعد التعديل الحكومي، وزراء الاستقلال تقريبا غابو. باستثناء احجيرة اللي بان فالخلاف التجاري مع مصر، وقيوح اللي كيبقى استثناء بتألقو فالمشاريع الكبرى. الباقي كينفذو التعليمات الجاية من “عمي نزار”، بلي هو للي اختارهم وميمكنش يديرو حتى حاجة بدون إذنه.

وزيرة بحال نعيمة بن يحيى، واخا هي معروفة تقدمية، مبانش ليها أثر، اختفت من نقاش المدونة، معندها تأثير. لدرجة أن دهاء نزار بركة دار ليه “حارس” وسط الوزارة، وهو  عبد العزيز الراشدي، كاتب الدولة ف هاد الوزارة، للي مهمتو الوحيدة هي يمثل الحزب ف الأنشطة الرسمية ويتصور. معندو لا قرار ولا رأي فمدونة الأسرة. من غير أنه جاي يغطي على الوزير بن يحيي.

حزب الاستقلال، فظل القيادة الحالية، كيعرف يلعب بحوج وحوه: كياخد نصيبو من الكعكة الحكومية، وكيعارضها فالويكاند باش يربح انتخابيا. وكيخبي هاد التناقض وراء فكر علال الفاسي، اللي ولات سردية لـ”النصب السياسي”. لكن الجيل الجديد من مناضلي الحزب، واللي عياو من التهميش، بدات كتساؤل: واش الاستقلال حزب للمغاربة، ولا مشروع خاص للبرجوازية الفاسية القديمة وأبنائها والمقربين منها للي ورثو المناصب والفيلات؟. باش تعرفو حقيقة هادشي شوفو غير صور انشطة قيادة الحزب شكون كيحضر ليها، اغلبهم من العجزة وابناء وبنات المستفيدين ريع “حزب علال”.