هشام اعناجي ـ كود الرباط//

يوصف بالرجل الصامت والخدوم واللي بعيد ديما عن الأضواء، ولكن بصمتو وصبره قدر يخلي بصمة كبيرة فحياة المغاربة، للي فك شفرة أزمة العطش وساهم في تأمين السوق الوطنية بالخضر والفواكه.

إنه مهندس الماء، أحمد البواري لي تعين يوم 23 أكتوبر 2024، طبع مسارو فالسنوات الأخير فالقدرة السريعة فمواجعة 6 سنوات من الجفاف،

فـ2021، فواحد الوقت لي كانت الرباط وكازا مهددين بالعطش، وقف على مشروع “أوطوروت الماء” وقدر ينقذ المدينتين، ويوفر ليهم الماء لي كيوصل لملايين المغاربة. وما وقفش هنا، بل قبل كذلك وقف على مشروع تحلية المياه فاشتوكة، لي ولا مصدر أمل للفلاحة فالمغرب وقدر يضمن استقرار الإنتاج وانقاذ الفلاحين من الافلاس.

طفولة فلاحية.. جبلي من دائرة “زومي” بوزان

أحمد البواري تزاد فـ1964 فمدينة وزان، وسط منطقة جبلية فدائرة “زومي”، عاش طفولة فلاحية خصوصا في الفترات الصيفية كان كيتشغل فالحقول ديال العائلة.

لي بصم حياة البواري، هو الأب ديالو لي عندو حلم كبير يقرا ويكمل تعليمو، لكن مع الأسف، هاد الحلم تحطم بسبب تقاليد داك الوقت، لي كانو كيقولو بلي الولاد لي كيقراو كيديهم المستعمر وكيوليو نصارى. هاد الفكرة خلات الأب ما يكملش القراية، ولكن خلا هاد الشي فبالو ودار عهد مع راسو بلي ولادو ضروري يقراو ويحققو داك الحلم لي هو محروم منو.

باش يحقق هاد الطموح، الأب صيفط أحمد للدار البيضاء، وهو مازال صغير عندو خمسة سنين، باش يعيش مع خوه الكبير ويقرا تماك. في الأول، واجه أحمد تحديات كبيرة، حيت كان كيهضر باللهجة الجبلية لي مختلفة على لهجة كازا، لكن مع الوقت، قدر يندمج ويبان فوسطهم، بفضل تفوقو فالدراسة وتربيتو. قرا فمدرسة الطنطاوي فحي الحسني، وكان ديما من الأوائل فالقسم.

عطلات الصيف كانت فرصة لأحمد باش يرجع للبلاد، ويعيش مع عائلتو ويعاون والدو فالأرض. فكل صيف، كيخدم فالحقول، يسقي الذرة والطماطم والبطاطس. هاد التجربة زرعات فيه حب الفلاحة وربطاتو بالأرض، وخلاو يحس بالمسؤولية من الصغر. كان كيجمع شوية فلوس من الخدمة الصيفية ويخبيها باش يشري بيها الكتب والأدوات ديالو.

عاشق للشطرنج.. ضعف الإمكانيات المالية ماوقفاتش قدامو

من بعد ما كمل قرايتو الثانوية بنجاح، كان عندو طموح كبير باش يسافر لفرنسا ويكمل القراية تماك، ولكن الصعوبات المادية وقفات فطريقو.

البوار كان دفع للمدرسة المحمدية للمهندسين، لكن الضوسي ترفض بسبب تأخره في الحضور بداية التسجيل، وهادشي بسباب البعد ديالو وتواجدو فالداور، موراها مشا لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة حيث ديجا تقبل.

فهاد المسار، خصوصا بالمعهد الزراعي، كان البواري معروف بالتفوق وزاد على هادشي كان كيحب يلعب الشطرنج، لعبة كيعتابروها وسيلة باش يطور العقل والتحليل.

البداية “متعثرة”..والمسار

فـ1989 بدا خدمتو كمهندس بسيط فوزارة الفلاحة. كان خدام بأدوات قليلة ووسائل بسيطة، بحيث فبدايتو كان غير جهاز حاسوب واحد فقط، وكيعاني من مقاومة كبار الموظفين فالإدارة لي ما كانوش باغيين أي تغيير أو تجديد. رغم هادشي، كان كيخدم بجدية وصبر، وخدا هاد المرحلة كفرصة باش يتعلم ويطور مهاراتو.

فـ2005، من بعد المغادرة الطوعية، بزاف من الموظفين القدام مشاو من الوزارة، وتفتحات الفرصة قدام الشباب بحالو باش يطلع. فديك الفترة، ترقى البواري لرتبة رئيس قسم، وولا عندو مسؤوليات جديدة، ودار نقلة نوعية فخدمتو. هاد الترقيات مكملاتش، حتى ولي مدير مديرية الري، وبدا كيشرف على المشاريع والدراسات فالوزارة.

السياسة..”مكانش مقتنع” فالأول وها التحول لي طرا ليه

مكانتش مقتنع يدخل لشي تيار سياسي، ولكن مع المدة بدا كيشوف بلي عندو رغبة يساهم فالتغيير. بزاف من الأحزاب حاولات تستقطبو، خصوصا فاش كانو مسؤولي احزاب سياسي وزراء فالقطاع، بحال الحبيب المالكي فالاتحاد الاشتراكي، واسماعيل العلوي من التقدم والاشتراكية، وأحمد العنصر من الحركة الشعبية.

البواري تسنا حتى لمؤتمر الأحرار سنة 2016 فاش طلع عزيز اخنوش رئيسا للحزب، وبحكم المعرفة ديالو بأخنوش، قرر البواري يلتحق بحزب التجمع الوطني للأحرار، وأسس هيئة المهندسين التابعة للحزب، لي بدأت بمئة مهندس ووصلات لألفين مهندس فسنوات قليلة.

أزمة الماء..من التحلية إلى “أوطوروت” الماء

كوزير دبا، أكبر تحدي كيواجه البواري هو أزمة الماء، بسبب توالي سنوات الجفاف. ولكن بحكم التجربة  والإنجازات لي كان ليه دور كبير فيها، بحال مشروع محطة تحلية مياه البحر اشتوكة فسوس، لي تعدّ الأولى من نوعها فالمغرب من ناحية الحجم.

هاد المشروع ما كانش ساهل، وفق بواري، بحيت أن البنك الدولي رفض يمشي مع المغرب فتمويلو، لكن البواري قرر يكمل ويثبت أهمية المشروع. والنتيجة اليوم هي ان المحطة ساهمات بشكل كبير فحل أزمة الماء فجهة سوس، بحيث عطات المحطة المياه للفلاحة باش تغطي احتياجات المغاربة من الخضرا والفواكه.

من بعد نجاح المشروع ديال التحلية، البواري خدم على إنشاء شبكة “أوطوروت الماء”، لي كتنقل المياه بين مناطق مختلفة باش تضمن مدن كبرى بحال الرباط وكازا ما يتعرضوش للعطش. هاد المشروع كان تنجز مهم فظرفية صعيبة، ونجح البواري فتنفيذو فظرف ثمانية أشهر فقط، واليوم هاد المشروع كينقل مليون و250 ألف متر مكعب ديال الماء يوميًا، وكتغطّي احتياجات العاصمة والمدن المجاورة.

تقوية لونسا..لضمان جودة المنتجات

واحدة من الأولويات ديال البواري، هي تقوية المكتب الوطني للسلامة الصحية “لونسا”، حيت كيشوف بلي خاص المغاربة ياكلو مواد فلاحية بجودة عالية ويحافظو على صحتهم.

بالنسبة لبواري، لونسا خصها اعادة الهيكلة، وهادشي كيشوفو يزيدو يطورو فيها رغم وجود اكراهات فالميزانية.

أسلوب البواري..الصمت وعدم الظهور

البواري معروف بأسلوبه الهادي، كيعتمد على العمل بعيد عن الإعلام والأضواء، وكيخلي النتائج هي لي تتكلم. كيآمن بلي المشاكل ديال القطاع الفلاحي كتحتاج حلول عملية وميدانية.

العمل بالنسبة له غير مرتبط بساعات الإدارة، بحيث ممكن يخدم صباح وعشية باش يحل المشاكل ويحقق الأهداف. النهج ديالو هو كيفضّل الإنجاز على الخطاب، وكيشوف بلي الوقت كاف فقط للي خدام بجدية.

إنقاذ الموسم الفلاحي وضبط الأسعار

أول ملف واجهو الوزير الجديد، أزمة اللحوم لي وصل ثمن الكيلو الواحد بالنسبة للحوم الحمراء لـ120 درهم، إضافة إلى ارتفاع اسعار الخضر، لي تأثرو بالجفاف ونقص الإنتاج.

البواري وضع استراتيجية باش يوفر اللحوم بأسعار معقولة عبر استيراد اللحوم المذبوحة، هاد الحل غايطعي نتائج فالايام المقبلة.

وفنفس الوقت، دار الوزير الجديد اجتماعات مؤخرا مع المهنيين بجهة سوس،  ياش يضمنو وفرة المنتوجات الفلاحية وجودة مزيانة فالسوق، وثمن مستقر فشهر رمضان المقبل.

بالخطة لي وجد البواري، ممكن نتجو واخا تكون شتاء ولا متكون 60 حتى 80 مليون قنطار فالعام لي غادي تغطي 70 فالمائة من حاجيات البلاد.

نظرة مستقبلية

البواري كيشوف بلي المستقبل ديال المغرب كيعتمد على استدامة الموارد المائية، ودعم الفلاحين الصغار. عندو برنامج طموح للتوسع فالسقي التكميلي واستثمار محطات التحلية، وكيؤمن بلي المغرب قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي، وكيشوف بلي بلادنا غادية فتجاه ليزيد الاقتصاد ويضمن الأمن الغذائي.

بهاد المسار، البواري كيسعى باش يخلي بصمة فالفلاحة المغربية، خدام بخطة واضحة وبعيدة على الأضواء، بحيث أن مشكل الماء مغاديش يبقا مطروح والمغرب غادي ينتعش فلاحيا وتنمويا فالمستقبل القريب.