عمر المزين – كود//

أكد المهندس محمد بن عبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن السيول والأمطار الغزيرة بكميات تراكمية تاريخية فاقت المعدل السنوي لبعض المناطق لمدن الجنوب الشرقي في ظل وقت وجيز خلفت خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح.

وذكر بن عبو، في تصريح لـ”كود”، أن السيول الجارفة تسببت في انهيار بنايات آهلة بالسكان وضربت بقوة البنيات التحتية، مشيرا إلى أن حدة الأمطار والسيول زادت بشكل خاص يومي السبت والأحد الماضيين.

وقال المتحدث أن عدد كبير من المهتمين بالطقس والمناخ وعامة الناس ربطت هذه الظواهر المناخية العنيفة بعملية الاستمطار وبرنامج الغيث الذي تشرف عليه المملكة منذ عقود لتعزيز الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي والغذائي في احترام كامل للمعايير الدولية والقوانين الجاري بها العمل في هذا الشأن.

وللمعرفة العلمية، يضيف بن عبو لـ”كود” قائلاً: “تعتبر عملية الاستمطار الصناعي نتاج برنامج علمي دقيق يشرف عليه خبراء المديرية العامة للأرصاد الجوية في تنسيق تام مع القوات المسلحة الملكية الجوية وخبراء الدرك الملكي، عملية تتطلب التنسيق العلمي واللوجيستيكي الكبير بين جميع الأطراف المتدخلين”.

وتبدأ هذه العملية، حسب بن عبو، كل شهر نونبر من بداية السنة الفلاحية، موضحا أنه “لم يتم تفعيل هذه العملية خلال المنخفضات الرطبة التي عرفتها المملكة والتي اتسمت بطابع التطرف الخطير الناتج عن التغيرات المناخية التي تضرب بقوة المغرب منذ سنوات والتي خلفت  السيول المدمرة، والفيضانات التي جاءت نتيجة التقلبات الجوية الحادة التي أحدثتها العواصف الرعدية الناتجة عن تلاقي الجبهة المدارية القادمة من جنوب الصحراء، والكتل الهوائية الباردة والرطبة الشمالية مخلفة تراكمات خيالية فعلى سبيل المثال تم تسجيل 170 مم بتاغونيت و90 ملم في محاميد الغزلان و76 بالرشيدية، وفاقت معدل 55 مم في آسا”.

ويرى الخبير في المناخ أن هذه الظواهر المناخية العنيفة تأتي في وقت تعاني فيه جميع دول الحوض البحر الأبيض المتوسط من تغير مناخي متسارع مما يؤدي إلى حرائق للغابات والسيول والفيضانات الجارفة وموجات حر قاتلة إضافة إلى تراجع الموارد المائية بشكل أصبح أكثر حدة خلال السنوات الأخيرة.

وتابع المتحدث: “لعل الأمطار الأخيرة سيكون لها الوقع الإيجابي على المنظومات الواحية بمناطق الجنوب الشرقي وستزود الفرشات المائية السطحية والباطنية بينما بدأت تتحسن حقينة السدود في معظم الأحواض المائية التي عاشت على إيقاع الفيضانات الأخيرة: حوض زيز غريس، حوض سوس ماسة وحوض درعة واد نون الذي ارتفعت حقينته خلال الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ”.