عمر المزين – كود//
قال المهندس محمد بن عبو الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، في تصريح لـ”كود”، إن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش ركز على الإجهاد المائي الذي يخيم على المملكة منذ سنوات.
وسجل أن الجفاف متواصل وتبخر للمياه السطحية وتوحل للسدود، بالإضافة إلى عوامل مناخية أخرى كلها رفعت من سقف التحديات المائية التي تواجه المملكة، وتتطلب رفع مستويات الوعي والحذر واليقظة مع التركيز على تنزيل آليات النجاعة والحكامة الجيدة في التدبير المائي.
ووصف بن عبو الوضعية المائية التي وقف عندها الخطاب الملكي بـ”الجد مقلقة”، وأن حدتها تزداد سنة تلو الأخرى مع الزيادة في الطلب على الماء، خصوصا بالنسبة للقطاعات الأكثر حيوية مثل السياحة والفلاحة والصناعة، بالإضافة إلى رهان الأمن المائي والأمن الغذائي الذي أثرت فيه بشكل ملفت التأخرات الحاصلة في إنجاز بعض المشاريع المائية، بينما تراجعت حقينة السدود إلى مستويات تاريخية لم نسجلها من قبل.
وأضاف: “باستثناء حوض اللوكوس 55.96 في المائة، حوض سبو 4.95 في المائة، حوض تانسيفت 45.43 في المائة، كل الأحواض المائية الأخرى تسجل أرقاما جد متدنية، باستثناء حوض أبي رقراق الذي استفاد كثيرا من السياسة المائية الناجحة للبلاد التي تؤطرها الرؤية الملكية المستنيرة لقطاع الماء”.
وذكر أن النسبة أصبحت مستقرة في حدود 32 في المائة بعدما كانت لا تتعدى 19 في المائة هذا التطور الإيجابي هو نتيجة توجيهات ملكية من أجل تسريع المشاريع المبرمجة ضمن البرنامج الأولوي الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب وتوفير مياه السقي.
كما تم تسريع، يضيف بن عبو لـ”كود”، وثيرة إنجاز الربط بين الأحواض المائية سبو وأبي رقراق في ظرف زمني قياسي، بعدما كانت ما يفوق من مليار متر مكعب تذهب مباشرة للمحيط الأطلسي، هذا ما أكد عليه الملك محمد السادس في خطابه، مشددا على ضرورة الاستمرار في مشاريع الربط بين الأحواض المائية للوكوس وأبي رقراق وأم الربيع مع التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي ضمان الماء الشروب لجميع المواطنين وتوفير 80 في المائة على الأقل من احتياجات السقي.
وأبرز الخبير في المناخ أن “سياسة مائية رائدة يسير على خطاها المغرب من أجل مغرب طموح ومتجدد، مغرب يضمن التزود بالماء الصالح للشرب لجميع المواطنين ويحقق العدالة المائية بين جميع الجهات مع الدفعة القوية التي أعطاها الملك محمد السادس لقطاع الطاقات النظيفة وإدماجها في محطات تحلية مياه البحر مما رفع سقف التحدي عاليا عدالة مائية ما بين الشمال والجنوب وإنتاج طاقات كهربائية نظيفة تحقق عدالة طاقية نظيفة بين جنوب المغرب وشماله”.
وزاد بن عبو قائلاً: “إرهاصات مناخية تلقي بظلها بقوة على جميع القطاعات الأكثر حيوية بالبلاد بينما يبقى هدف تحقيق العدالة المناخية قريب المنال غير الاستمرار في سياسة بناء السدود الكبرى والمتوسطة وتسريع وثيرة إنجاز محطات تحلية مياه البحر محطة الدارالبيضاء الكبرى نموذجا بعد الوضعية المائية التي تعيشها معظم المنشآت المائية لحوض أم الربيع المزود الرئيسي للماء الصالح للشرب لمنطقة جنوب الدار البيضاء الكبرى”.