الرياض أ ف ب ///
جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأربعاء التأكيد أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل “قيام دولة فلسطينية”، معرباً عن إدانة المملكة لـ”جرائم” الدولة العبرية، قبل أقل من شهر على الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر.
وقال بن سلمان لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى “تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة”.
وأضاف “لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون ذلك”.
وتوجه ولي العهد في ختام كلمته “بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة”.
وقبل نحو عام، أبلغ بن سلمان قناة “فوكس نيوز” الأميركية أنّ التطبيع بين السعودية وإسرائيل “يقترب كلّ يوم أكثر فأكثر”، معرباً عن أمله أن تؤدي المفاوضات “إلى نتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين”.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من على منبر الأمم المتحدة حينها أنّ بلاده على “عتبة” إقامة علاقات مع السعودية.
وقال محللون يومها إن الرياض كانت تفاوض بقوة لانتزاع مكاسب من الأميركيين بما في ذلك ضمانات أمنية ومساعدة في برنامج نووي مدني قادر على تخصيب اليورانيوم.
لكن المملكة الخليجية علّقت في أكتوبر 2023 محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وتسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما تسبب بكارثة إنسانية وأسفر عن سقوط 41272 قتيلا على الأقل حتى الآن، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.
وقال المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي لوكالة فرانس برس تعليقاً على الخطاب الأخير لولي العهد إن “مواقف نتانياهو المتطرفة والمتشددة وغير المسؤولة خلال الحرب في غزة هي التي جعلت الأمير محمد يصل الى هذا القرار الحازم”.
وأضاف أن “موقف المملكة الثابت منذ فترة طويلة يربط أي تقدم في العلاقات مع إسرائيل بحصول الفلسطينيين على حقهم في دولة مستقلة”.
وإذ أعربت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مرارا عن أملها بالتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة، أصرت الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعارض علناً إقامة دولة فلسطينية.
وقال المحلل السعودي والخبير في العلاقات السعودية الإسرائيلية عزيز الغشيان إنّ ولي العهد السعودي كان “يتحدث أيضًا إلى الإدارة المستقبلية للولايات المتحدة”، بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأوضح أنه “يحرص على أن يقول لكل من سيأتي ويدفع نحو التطبيع أن القضية الفلسطينية هي قضية مهمة” للسعودية.
دبلوماسيا، رحبت السعودية باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً أكدت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967 “غير قانوني”، مطالبة الدولة العبرية بوضع حد لذلك “خلال 12 شهرا حدا أقصى اعتبارا من تبني هذا القرار”.
وأكّدت الخارجية السعودية في بيان الاربعاء على حسابها على منصة اكس “ضرورة القيام بخطوات عملية وذات مصداقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
ورغم ان قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة، إلا ان اسرائيل نددت بقرار وصفته بانه “مخز”.
ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبعت بموجبها جارتا المملكة الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين.