بناء على قرار بنكيران هذا، أعلن المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، “تعليق مشاركة الشبيبة في احتجاجات 20 فبراير كهيئة”، غير أنها تركت “لمناضليها” حرية حریة المشاركة من عدمھا. المكتب الوطني لشبيبة الإسلاميين برر هذا التراجع بـ”الحرص على وحدة الحزب واحترام المؤسسات”، وإن أكد في نفس الوقت على “مشروعیة مطالب الشباب وحقھم في التظاھر السلمي والتعبیر عن طموحاتھم بتحقیق مغرب الدیمقراطیة والعدالة والحریة، كما تؤكد الشبیبة التحامھا بالشباب المغربي وبھمومھ وبآمالھ وآلامھ واستعدادھا للنضال من أجل قضایاه ومطالبھ العادلة والمشروعة”. شبيبة العدالة والتنمية تشتهر، بالمقابل، بتنظيمها لـ”المهرجان الوطني للأخلاق”، الذي شهد في دروة 2007 انطلاقته من مدينة القصر الكبير بـ”تحية” سكان هذه المدينة على “هبتهم لتغيير المنكر”، بعد محاولة عدد من شباب القصر الكبير قتل مواطن اتهم بإقامة “زواج للشواذ”، عبر رجمه بالحجارة، بتحريض من الإسلاميين، لولا تدخل الشرطة التي اعتقلته “حفاظا على سلامته” قبل أن يتابع قضائيا وتتم إدانته. وهي الحملة التي تميزت بمحاضرة توجيهية للمقرئ أبو زيد الإدريسي، النائب البرلماني الإسلامي، وزعت على شباب الحزب في قرص مدمج، يكفر فيها، ضمنيا، المدافعين عن الحريات الفردية حيت يتحدث عن “التأصيل الفكري اليوم للانحلال الخلقي، لم يعد الانحراف انحرافا (…) بل أصبح الانحراف حقا من حقوق الإنسان وهو حرية فردية ينبغي التجمع في أطر نضالية ونقابات للدفاع عنها، وهذا شيء خطير جدا لأنه الفرق بين الانحراف وتأصيل الانحراف هو الفرق بين المعصية والكفر، فالذي كان بين آدم وإبليس هو الذي هذين فآدم عصى ربه فغوى ثم تاب فثاب الله عليه أما إبليس فسعى أن يأصل انحرافه وهو المعصية وهو رفض السجود لله بالاستدلال الفكري بأن قال أنا خير منه”.