كود الرباط//
للي قالو عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فمهرجان خطابي بمناسبة عيد الشغل، ماشي زلة لسان وصافي ودوز.. بل خطاب كيأمنو به صراحة الاسلاميين، كره اليهود والنصارى من عقيدتهم السياسية والدينية. وبلا لف ودوران، راه بحال هادو مخدامش معهم لا ديمقراطية ولا حوار ولا مصالحة. حيث هادو مكيأمنوش كاع بما أنتجته الديمقراطية ولا فلسفتها ولا روحها، معندهمش مع الفن والتعبير والحرية والموسيقى والعقل والنقد، المصلحة الوطنية، التعددية والتنوع… هادو خارج تطور التاريخ والانسانية. لا حل معهم سوى التحديث القسري.
بنكيران وصف مغاربة ب: “الميكروبات”، “الحمير”، فقط لأنهم عبّروا عن موقف يخالف خطه الإيديولوجي من القضية الفلسطينية. فقط حيث كاينين مغاربة منها تيارات الموريين لي تقوات مؤخرا ف صناعة الرأي فالسوشل ميديا، عندهم قراءات أخرى مختلفة “سواء” “للي قراونا” بمناهج وضعها المستعمر احيانا أو تيارات الحركة الوطنية القومية وسواء قراءة التاريخ بغاو الاسلاميين يفرضوها على المغاربة.
العودة الى كره اليهود، وسب المخالفين معك ف الرأي، هذا اعتداء وعنف لفظي على مواطنين مغاربة، وعلى قيم العيش المشترك، وعلى روح دستور المملكة. بل هو مقدمة للمداويخ للممارسة كل اشكال العنف.
خطاب احتقار دفين لكل من لا يشبهه، ويضرب عرض الحائط كل ما راكمه المغاربة في مسار التعدد والانفتاح. بنكيران لم يهاجم “الصهاينة” ولم يهاجم اردوغان للي عندو اتفاق عسكري مع اسرائيل ولم عباس ابو مازن للي وصف قادة حماس بالكلاب، بل هاجم بعض المغاربة. وصفهم بـ”الميكروبات” لأنهم قالوا: “ماشي سوقنا في فلسطين، وتازة قبل غزة”. ومن تم، بنكيران راه فتح الباب أمام محاكم تفتيش دينية، معيارها الولاء لإيديولوجية حزبه، لا للوطن ولا للدستور.
مواطنة من أصل يهودي مغربي، سميتها شيرا أوحايون، ردّت على بنكيران. قالت فتدوينة على الفايسبوك: كلامك خطير، ومتطرف، ويهدد قيم التعدد والتسامح. شيرا مغربية، يهودية الديانة، لها رأي، تضررت بزاف من هاد الكلام. وعبرت بلي “بنكيران، المتطرف والخطير، الزعيم السابق للحكومة المغربية، يهاجم إسرائيل. هذا الرجل الذي قلب المغرب من أرض سلام ومحبة إلى مصدر للكراهية والتحريض. كلامه لا يقتصر فقط على كونه معادٍ لإسرائيل، بل أيضاً معادٍ لليهود، لأنه يدّعي أن صعود اليهود إلى إسرائيل هو جريمة صهيونية. كلامه يتقاطع مع كلام النازيين. في زمن الهولوكوست”.
الحقيقة أن بنكيران لم يهاجم فقط من عبّروا عن دعمهم للسلام أو التطبيع، بل أسقط القناع عن موقفه الحقيقي من دستور المملكة. دستور 2011 الذي صادق عليه المغاربة، وأقرّ بأن “الهوية المغربية موحدة بانصهار روافدها العربية الإسلامية، الأمازيغية، الحسانية، الإفريقية، الأندلسية، العبرية، والمتوسطية”.
دستور يقول بوضوح إن الدولة المغربية “تحظر كل أشكال التمييز بسبب المعتقد أو غيرها”، وتؤكد على “الانفتاح والتسامح والحوار”. فلماذا لا يخرج بنكيران بوضوح ويعلن أنه يرفض هذا الدستور؟ لماذا لا يتحالف مباشرة مع جماعة العدل والإحسان، ويهني السوق ديال المشاركة السياسية.. حيث كاع تجارب الاسلام السياسي فالعالم العربي فشلات وفشمال افريقيا كذلك.
للي قالو بنكيران خطير، ليس فقط لأنه يقسم المغاربة بين “أصيل” و”ميكروب”، بل لأنه يُسوق للفرز الإيديولوجي في مجتمع متنوع. بنكيران هو نفسه من برر التطبيع حين كان في الحكومة، ورفض مهاجمة العثماني بعدما وقّع الاتفاق الثلاثي. واليوم، فقط لأنه فقد السلطة والكراسي الناعمة، رجع بخطاب متطرف لغاية انتخابية وتسويقية لحزبه ومحاولة للضغط على السلطة.
خطاب بنكيران كيهدد الوحدة الوطنية. فاليهود المغاربة، كما الأمازيغ، كما الصحراويين، كما المسلمين كما المسيحيين في هذه الارض السعيدة، هم مواطنون كاملو الحقوق. لهم شركات ومصالح، ولهم رأي. ولا أحد يملك أن يصنّفهم حسب قربهم أو بعدهم من فلسطين.
هاد الخطاب هو “ترهيب” لأي انسان حر يملك رأي مخالف لرأي جماعة بنكيران. خطاب لا يسيء لخصوم بنكيران؛ بل يسيء لوطن اختار أن يكون متعددًا، منفتحًا، آمنًا. وللي مبغاش هاد التعددية يكون سبع ويخرج من المؤسسات ويدير العصيان ويرفض الدستور. اما القبول بالمشاركة وفي نفس الوقت ضرب اسس الدستور، فهو نفاق سياسي وتقية.
الميكروب الحقيقي، هو من يرى في اختلاف الرأي كفرا بالعقيدة، وفي التنوع خطيئة.