حميد زيد ـ كود//
مَنْ لم يعارض يوما فله عبد الإله بنكيران ليعارضه.
مَنْ لم يحتج على أحد.
من لم تتح له فرصة أن يغضب.
من لم ينفجر على أحد.
فله الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
وقد تم تخصيص بنكيران لنا بالمجان. لنمارس به و عليه الديموقراطية.
وقد تم توفيره لنا لنتصارع معه.
ولنهاجمه.
إنه أشبه بكيس ملاكمة وجميعنا مدعوون لتوجيه الضربات إليه.
ولنا كامل الحرية في أن نعتبره هو المسؤول عن كل شيء.
وهو العائق أمام التقدم.
وهو الذي يعرقل مسار المغرب الناجح.
وهو حجر عثرة الطريق.
وإذا شعرنا بالضجر.
وبالعجز.
وبعدم القدرة على الانتقاد.
فإنهم يقدمون لنا مشكورين عبد الإله بنكيران.
كي يكون لنا تعويضا نفسيا.
وكي نستعمله كوسيلة تنفيس.
وكي نتسلى به.
وكي ننسى.
متظاهرين بأننا أحياء.
ومنشغلون.
وبأننا غير متفقين.
وبأننا أحرار.
إنه متوفر.
وبالمجان.
ودون أية أضرار.
ولا يؤدي إلى السجن.
وما يميزه أنه آمن.
ولا خطر في الاقتراب منه.
ولا يتسبب في أي احتقان.
ولا يهدد السلم الاجتماعي.
كما أنه مستعد دائما للرد علينا.
ومتوفر.
ولا يبخل على من يواجهه.
خالقا جوا سياسيا مغربيا جميلا.
ومن لا شيء
ومن الفراغ.
صانعا الجدل.
والخصومات.
والعداوات.
كأننا في مشهد سياسي حقيقي.
وسواء كان في الحكومة أو خارجها
وسواء كان في مقدمة الترتيب أو في المراكز المتأخرة
فبنكيران متاح لنا.
لنكتب عنه.
ولننشغل به.
ولنبالغ في الاهتمام به.
وحين يغيب الموضوع فبنكيران موضوعنا.
وحين يغيب الحدث فإننا نصنع به الحدث.
والأخبار.
والمقال.
وحين لا نجد من نتابعه فإننا لا نمل من متابعة بنكيران.
ونترك الحكومة
ونترك السلطة
ونوجه سهامنا نحو عبد الإله بنكيران.
كما يصلح للحفاظ على مهنة الصحافة.
وعلى وجود منابر مختلفة.
ويمكن استعماله لخلق تعددية سياسية
ويوظف في النقاش الهادف. وفي المزايدات.
ويتشبث به خصومه.
وإخوانه في الحزب.
ومن ليس له ما يملأ به وقته فإن له بنكيران
ومن ليس له قضية فبنكيران قضيته
ومن ليس له من يحارب فلا يوجد أفضل من بنكيران ليكون له عدوا.
ومن ليس هدف فهو هدفه.
ومن ليس له من يحذر منه فإن بنكيران ينفع في هذا الجانب
وفي الأطروحات
وفي الدراسات
ويساهم في الحفاظ على أحزاب ميتة
وزعماء لا دور لهم إلا التخصص فيه
كما أنه يسمح لمن يختص فيه بالحصول على الدعم
وكم من فرصة عمل خلقها
وكم من حداثي جاء إلى الحياة بفضله
وكم من تيار
وليس هذا فحسب
بل إنه مفيد من الناحية الصحية
ومن ليس مهنة
ومن عاطل
فيمكنه أن يشتغل في عبد الإله بنكيران
ومن خسر حياته السياسية
فيمكنه أن يربح منه
ولنا فيه مآرب آخرى.