ريما.ل كود//

كلما تحدتنا عن إشكالات العصر و تحدثنا عن حلول واقعية كإلغاء قاعدة “للذكر مثل حظ الأنثيين” لكي يتدارك المغرب ما فاته و يستدرك قطار المساواة الفعلية و الحداثة و الإزدهار و الإلتحام..

بدل أن يدرك بناته و أولاده قوارب الموت للإلتحاق بالبلدان التي إخترعت القطار و طورته و طارت به للحداثة و الخير و السلام..

يأتي السي بن كيران.. مخاطبا جماعة الأخوان مدعيا أنه هو الحق و هو الوصي الأول و الوحيد في المغرب على الإسلام..

هو العالم بكل شيئ و هو فقط من يعرف الحلال من الحرام..

-و بدون أن نذكركم أ سي بن كيران مرة أخرى.. أين كانت وصايتكم على الإسلام و أين كنتم أنتم من إلغاء الحدود و القصاص في القانون الجنائي مع أنها واضحة في القرآن-

بل سنذكركم فقط أنه مرت الأيام و الشهور و السنين و نحن ننتظر و نقول قريبا ستخرجون العفاريت و سيأتيكم الإلهام..

أتعبتمونا سنينا… إبنة أختي كانت في العاشرة عندما سمعت حديث التماسيح و العفاريت و الكائنات العجيبة التي تراها في الأفلام..

و هاهي قد بلغت الثانية و العشرينا.. و هي تحاول أن تفهم و ظللتم أنتم تعيشونها في الأحلام..

كبرت هي و هرمنا نحن… و لازالت تسأل و تتسائل أين عفاريت عمي بن كيران؟ هل ستصل الآن ؟ و يال هول ما إكتشفنا…كل عفاريتكم كانت أوهام..

تحدثنا عن الإرث منذ زمان…و لكن ظللتم ترفضون و تشجبون و تشككون.. لا للمرأة لا للمساواة فهي فقط “ثريا في البيت” كالزينة الجميلة، خلقت لتمتع الناظر و يا الله و يا سلام…

و مع ذلك صبرنا و تحملنا و قلنا ستتعبون بعد صدمة و وجع الإنتخابات و ستبدأ الأمة أخيرآ العيش في وئام..

و الآن وجدتم أغنية جديدة و إتهمتمونا بخدمة الأجندات الخارجية و لكن فقط نريد أن نصفي الذمة و نقول كلمة حق للإعلام…

ملك الأمة برجاحة العقل و نبل الأخلاق و الحكامة قال لا يحرم ما حلل الله و لا يحلل ما حرم الله… فهو الإنسان العظيم، القدوة ذو الضمير الحي..هو الذي لا يغالي و لا يعالي و لا ينسب لنفسه صفات الله.. فهو الغيور على بلده، رمز العدالة و السلام..

فوحده الله له الحق أن يحرم و يحلل كما يشاء و يأتي بالنص الصريح ليحرم المساواة في الإرث كما حرم عبادة الأصنام…

و لو أراد عز و جل أن يحرم المساواة لجائت فيه النصوص قاطعة كما ” حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل به لغير الله” و كان هذا أجمل الكلام.

ولكنه أنزلها وصاية لزمن كان الرجل فيه فعلا مسؤولا و كريما..يراعي أخته و أمه و لا يمسك و لا يبخل… و لكننا الآن في زمن تعامل الأخت فيه بحسب ما تأتي به الأزلام…

فلماذا لا تقتادو بأخلاق قائد الأمة عوض الإختباء في العفاريت و التماسيح و الأجندات الخارجية و كفاكم وصاية على المرأة فقد عانت منكم ما يكفيها..

كفاكم جبنا و قولو نحن أيضا لسنا آلهة “لا نحرم و لا نحلل” فقاعدة الإرث لا حلال و لا حرام فيها…

جائت في سياق كانت فيه المرأة تنتقل من رعاية أبيها إلى رعاية أخيها إلى زوجها..و لو توفوا فمن الذكور أي من أقربائها أو ذويها..

كانت تعيش على عاتق الرجال، فلم يكن لها واجبات تجاه الدولة و حقوقها كانت مهضومة و لكن الله أعماكم و لم يعميها..

فهي تقول الآن كفى، فعهد القبيلة عهد ذهب و ولى..و لن تكونو أنتم من يصدها أو ينهيها…

تقول كفى عبثا فقد تطورت المجتمعات و تحولت شؤوناها و تشعبت إشكالاتها فغيرت فكرها..

و أنتم لا زلتم كما أنتم تحلفون و تخلفون، تعدون و توهمون و لكن المرأة المغربية لا تحتاج من يوصيها…

المرأة المغربية الآن مسؤولة، ترعى أباها و أمها و تعيل عائلتها و تحضن أولادها و تشتغل و تكد و تجتهد في المشفى و في البيت و في الحقل و تحقق أحلام أهلها و كل أمانيها..

المساواة في الإرث هو حقها فهي تقوم بواجبات الرجال و تلبي حاجيات عمها و أبيها..

تدفع ضريبة ضعف ما تدفعون لذا تقول هذا حقي و أنتم لستم بمانعيها..

و ها نحن اليوم…

بقولنا الحق الذي يضمنه لنا الدستور.. رددتم بباطل و إتهمتمونا بالعمالة و الخيانة و خدمة المصالح الخارجية..ونحن فقط ندافع عن المرأة لأننا منها و نحن محبيها…

فما قولنا و أنتم من ترأستم الحكومة و تصافحتم مع البنك الدولي و قلتم هذا تحالف المصلحة و لم نقل أبدا كذبة و كنا نحن أول مصدقيها…

نفذتم سياسة صندوق النقد الدولي رغم علمنا و علمكم بما فعلته من قبل بالبوسنا و بلبنان و بالعراق و قلتم “هذه هي السياسة” و لم نقل عنكم أبدا عملاء و لم ننعتكم بحاميها حراميها..

فهذا ليس من شيمنا…و لا من أخلاقنا أن نقوم بتخوين بعضنا البعض رغم إختلاف آرائنا و رغم تعبنا من عفاريت لم تظهر و تماسيح أبدا لم تحضر

قلتم أننا نخدم أجندات خارجية و لكننا قررنا أن نبلع الإهانة على مضض و نتعالى و نكبر ..

و لكن أن تقولو أن علاقتكم بالملك علاقة إستراتيجية! فعلى هذا سنرد بجهر و نفخر..

فلعبة الإستراتيجيات و التكتيكات و التحالفات السياسية المرحلية ليست في ذهننا حتى لو جائنا فعلا الجن و تجمهر..

و نذكركم أن صناديق الإقتراع قلبت عليكم حساباتكم و صدت الباب أمام إستراتيجياتكم..

أما نحن فعلاقتنا بملكنا و خير أمتنا لم تكن أبدا في المعبر…

لا مصلحة دنيوية لنا فيه و لا تحالفا إستراتيجيا في علاقتنا به حتى لو وضعتمونا تحت المجهر..

فنحن نحبه في الله و نحترمه لأنه حامي حمانا و مقوي عزيمتنا، سليل الملوك… رأينا جده في القمر

رمز عدالتنا و عندما يعلو صوته نسمع طبول التقدم و الحداثة..فهو صوت يذيب الحجر

يعلو صوته فنغني فرحا فصوت جلالته يبشر قلوبنا بالمساواة… و هذه أكبر العبر.