فاطنة لويزا – كود//

بزاف انتقدو رئيس الحكومة السابق، وزعيم حزب اللحايا “المشذبة بعناية من المخزن”، على ديك الشي لي طرا في التجمع ديال فاتح ماي، ولي فالحقيقة ماشي تجمع عمالي نقابي، بل تجمع انتخابي.
شخصيا، بقا فيا، فرغم أني معارضة ماشي غير لتجربة البيجيدي في الحكومة، بل معارضة للإسلام السياسي بصفة عامة، وهادشيمكنخبيهش، حيت لي خارج علينا هو عدم الوضوح، إلا أني أشفقت على الرجل، انه يوصل بيه التقدم في السن إلى ديك الدرجة لي يرجع يتراد فيها مع الكبير والصغير.

والحقيقة أن بنكيران هاد المرة ماشي ضحية ديال الاندفاعات الشخصية ديالو، بل ضحية ديال القناديل والقنديلات لي خرجوه من الصالون، فين كان كيضرب الدكوك ديال أتاي، وكيكمد عضيماتو، ومرة مرة ينوض يعاود لينا الحجايات، على نمط هادوك الناس الكبار لي رجعو من حرب لاندوشين.

راه كان واضح أنه في الوقت لي مكتبقا لا رئيس حكومة، ولا رئيس حزب، فهذا يعني في النسق السياسي المغربي أن الكاريير السياسي ديالكسالا، وإذا كنتي من المرضيين وماشي من المغضوب عليهم ولا الضالين فيمكن يتم منحك واحد التقاعد سياسي على شكل مثلا رئاسة شيمؤسسة وطنية دستورية تليق بمقام رئيس حكومة سابق، بحالا طرا مثلا مع السي جطو، ولكن خاص يكون عند كفاءة جطو السياسية والتكنوقراطية، والرزانة ديالو، والاحترام لي الجميع يكنه له.

معمر شي رئيس حكومة أو وزير أول حزبي رجع لرئاسة الحكومة بعد ما خرج منها، لي كانوكيرجعو هوما التكنوقراط، وماشي أي تكنوقراط، التكنوقراط لي كيجمعو بين ثلاثة د الأمور: الكفاءة والفلوس والقرب بزاف من دار المخزن، بحال نموذج كريم العمراني في الثمانينات.
في عهد محمد السادس، لي كان فيه احترام لنتائج الانتخابات في تعيين رئيس الحكومة، باستثناء حادثة تعيين جطو رئيسا للحكومة في بلاصة سي عبد الرحمان اليوسفي لي الحزب ديالو كان هو المتصدر للانتخابات، غنلقاو ان كل رؤساء الحكومة أو الوزراء الأولون فاش مكيتمشالتمديد ليهوم كيفهمو راسهوم، وكيمشيويرتاحو، حيت فاهمين النسق السياسي المغربي مزيان.

سي عبد الرحمان، وما أدراك ما السي عبد الرحمان، بعد ما سمي الانقلاب على المنهجية الديموقراطية، اختار الابتعاد حتى على رئاسة الحزب ديالو، رغم انه لو بغا يبقى كاتب أول ديالالحزب، حد ما كان غينافسو، فهم بلي معادلات أخرى جاية، ومعندوش بلاصة فيها، فمشى مرفوع الرأس، وبقات علاقتو مع القصر مزيانة، بل ممكن القول أن القصر احتضن اليوسفي أكثر من بعد، ومنحه شلا رمزيات لي مكتعطاش لأي واحد، وزيارة الملك ليه في المستشفى كانت بالطقوس ديالها بحال زيارة شي فرد من العائلة لي عندو اعتبار وقيمة داخلها.

سي عباس الفاسي الفهري، ولي جار تاريخ طويل من العمل قريبا من دار المخزن ومن مؤسسات الدولة، سوا فاش كان سفير أو كان وزير، حتى هو غادر الحياة السياسية بعد دعوة الملك لانتخابات سابقة لأوانها، لي كتعني إنهاء عمل حكومته قبل الأوان، ولذلك حتى فهم أنه معندوش بلاصة في جيل جديد من الإصلاحات السياسية بدا مع الدستور الجديد، ودار تقاعدوالسياسي والحزبي، وخلا الحزب لشباط الشعبوي لي كانت حاجة موضوعية لمواجهة شعبوية بنكيران، قبل ما يرجع الحزب لصيغته البورجوازية الوطنية مع بركة.

سي عبد الإله بنكيران، للأسف ما فهمش هادشي، خصوصا أن الخروج ديالو من رئاسة الحكومة كان أقسى، فعلى الأقل سي عبد الرحمان وسي عباس لم يكن الدستور ديال 1996 في صالحهما، ولي مكانش كيقيد الملك لا في تعيين الوزير الأول ولا في إقالته.
واختيار جطو رغم مرارته على سي عبد الرحمان كان فيه احترام ليه، لأنه لم يكن استبدال لسي عبد الرحمان مثلا باليازغي أو الراضي، أي من داخل الحزب، ومكانش تكليف لسي عبد الرحمان ثم تراجع عنه، وحتى سياق عدم التجديد لسي عبد الرحمان ما كانش موقف منو، بل حيت كان بلوكاج غير مرئي داروه الاستقلاليين في تحالف مع البواجدة والحركيين، لي اتفقو أنهم يدخلو مجموعين بلا الاتحاد الاشتراكي، وبالتالي فأي حكومة كانت غتكونو حكومة أقلية، والمغرب كان محتاج لإصلاحات عاجلة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، ولذلك جابو جطو باش يشكل ما يشبه حكومة وحدة وطنية دون التصريح بذلك، أي حكومة كتضم أقوى الأحزاب آنذاك وأقوى شخصيات المخزن، ولذلك فهناك شبه إجماع ان حكومة جطو كانت الأفضل، مقارنة بما قبلها وبما بعدها، ونتائجها هي لي سهلت الخدمة على الحكومات لي جات من بعدها، وبالتالي كان تدخل جراحي.

فيما خروج السي عباس كان ساهل الهضم ديالوعليه، لأنه جا في سياق إقليمي متوتر، حيث ما سمي بالربيع العربي، لي كان خاص إجراءات استباقية، ومنها انتخابات سابقة لأوانها، وهادشي لي فهمو عباس، وخرج بصمت كما دخل بصمت، وكما دوز الولاية ديالو بصمت.
بنكيران كان الاستغناء عليه فيه رسالة واضحة: انتهت صلاحيتك.
تم الاستغناء عنه، وتعويضه برفيقه العثماني، وفي بلاغ الديوان الملكي كانت إشارة أن القصر كانت له خيارات أخرى يسمح بها الدستور، وهادا معناه أن القصر يقول بطريقة غير مباشرة: معندناش مشكل مع الحزب ولكن مع بنكيران، حيت الخيارات الأخرى لا تعني سوى المناداة على الحزب الثاني في نتائج الانتخابات، وسهل إيجاد قراءة للدستور تسمح بهاد الأمر في حالة تعذر على الحزب الأول تشكيل أغلبية.

سهولة تشكيل العثماني للأغلبية بعد كل البلوكاج، كان رسالة ثانية، انه حيدو علينا عبد الإله والأمور غتيسر.
وجا مؤتمر البيجيدي لي طلع العثماني أمين عام للحزب، وكلشي كان كيسحابليه بلي بنكيران فهم الدرس ملي هو براسو سهل صعود العثماني لخلافته، ومشا لدارو.
ولكن كيبان بلي شهوة السلطة بقات كتركل في دماغ وقلب بنكيران، وهاد الشهوة توافقات مع هوى شلا قياديين وقواعد شافو بلي ما استافدوش لا في فترة بنكيران ولا في فترة العثماني من ريع الوزارات والجماعات المحلية والمؤسسات الدستورية.
وحيت خاصوم قائد كاريزمي، رجعو بنكيران لي كانت عندوم معاه خصومة، غير ضد فيما يسمى تيار الاستوزار.
وكانت أحقر ممارسة حزبية، بحيث قواعد الحزب بتوجيه بنكيران وحوارييه كدير العصا في الرويدة لحكومة يترأسها الحزب.
لي دار بنكيران ووليداتو لحكومة العثماني ما دارو لا أخنوش من داخل الحكومة، ولا وهبي وبركة من خارجها، ولا النقابات.

للأسف بنكيران اليوم كيحلم بتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ المغرب المستقل، وهو العودة إلى رئاسة الحكومة ضد فكلشي، بما فيه حتى القصر.
باغي يقول للقصر، واخا حيدتيني، انا عندي شرعية شعبية، وغادي نخدمليك أفضل.
باغي يصفي حساب مع أخنوش، لي دار ليه نوض ونوض.
باغي يصفي حساب مع ما يسمى تيار الاستوزار في الحزب، ويقول للرميد ورباح راني راجع بليهلا يثبتو ليكوم، ويقول للعثماني واليتيم لي بغى شي حاجة ما يمكنشيتجاوزني.
بنكيران باغي يكون هو ترامب في المغرب، وكيقلدو فكلشي حتى في القاموس ديالالشتائم.
غير هو خاص نعترفو بلي واخا واهم، ولكن مازال فيه التنوعير.

حيت هو باغي ينقل الصراع مع أخنوش من المؤسسات إلى الزنقة (ماشي الشارع).
فكان ممكن مثلا يراهن على ملتمس الرقابة لي طارحاه أحزاب المعارضة، ولي رغم انه لن يسقط الحكومة حيت عندها أغلبية كافية باش تبقى من بعد التصويت، ولكن على الأقل هاد الملتمس غيفرض على الحكومة تجي دافع على حصيلتها، وغيكون نقاش سياسي حقيقي أمام الشعب، وكل واحد يعطي الحجج والأرقام، وديك الساع إذا افترضنا ان الحكومة مقنعاتش، فهاد النقاش غيكون ورقة انتخابية حقيقية في يد المعارضة، وإذا قنعات، فيعني أن المعارضة خاص تكون عندها الروح الرياضية، وهادا تمرين سياسي مهم، وغيأدي لتقوية المؤسسات، واسترجاع العمل السياسي لنبله ولقواعده الحقيقية.

بنكيران ما باغيش هادشي، حيت عارف بلي المعركة من داخل الأطر المؤسساتية محسومة لصالح أخنوش، وهو باغي ينقلها للزنقة، للمعيور، حيت تما القوة ديالو كيما كيظن.
بمعنى أن بنكيران قرر يحسم الصراع في الحلقة ماشي في المؤسسات.

وهاذا شكل من أشكال الشعبويات الخطيرة.