الوالي الزاز – گود – العيون //
[email protected]

دافع عبدالإله بنكيران في بث على صفحته الرسمية ب “فيسبوك” عن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وتوقيعه على إتفاق استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية أمام أنظار الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء.

وقال عبد الإله بنكيران في تعقيبه على عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية، أن حزب العدالة والتنمية جاء من الحركة الإسلامية ومن الطبيعي أن تكون ثقافته ضد التطبيع، مشيرا أن المغرب ليس أي دولة أخرى ، مؤكدا أنه يعرف ما يقوم به و ماضي في ذلك بخطوات مضبوطة ومحددة، موردا أن الملك هو من يتخذ القرار.

وأضاف عبد الإله بنكيران، أن الملك عندما اتخذ قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل لم يمنع أحدا من الإدلاء برأيه حول الموضوع، وهو ما تمت ملاحظته من خلال بيان حركة الإصلاح والتوحيد والتي تأسفت على القرار في إطار الإحترام والمساندة اللازمة للملك محمد السادس في قضية الصحراء.

وكشف المتحدث في سياق دفاعه عن الحزب و رئيس الحكومة و حول مطالبة البعض بإستقالة هذا الأخير، بعد توقيع اتفاقية استئناف العلاقات بين تل أبيب و الرباط، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتمعت وأصدرت بلاغا مثمنة قرارات الملك ومساندته للقضية الفلسطينية، مسترسلا أن البلاغ كان موقعا من طرف الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، مطالبا بالكف عن مهاجمته وعدم التصرف اليوم بتصرفات توحي بنسف بلاغ الحزب، مشددا أن هذه  “ليست سياسة”، وأنه ليس الحزب الذي يعرفه، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية حزب مؤسسات والمؤسسات تجتمع وتُناقش.

وأفاد المتحدث أن حزب العدالة والتنمية اليوم ليس حزبا سياسيا عاديا، بل هو حزب يرأس الحكومة منذ 10 سنوات أي من تاريخ 29 نونبر 2011، مضيفا أن العثماني بصفته رئيسا للحكومة فهو عضو أساسي في بنيتها و التي يرأسها الملك المخول له باتخاذ القرارات في القضايا المصيرية والسيادية.

وشدد عبد الإله بنكيران، على عدم  قبول أية أفعال توحي بعدم خدمة الحزب للوطن في لحظة حرجة، مبرزا ان ما يدور الآن لم يرُقه في إحالة على المطالبة بإستقالة سعدالدين العثماني، لأن الحزب وبيئته يجب أن “لا تلعب”، خاصة وأن الحزب دخل السياسة لسبب بسيط يتعلق بأن يكون قريبا من دوائر القرار ويعكس صورته الحقيقية ليعرفها الكل وعدم ظلمه كما ظلمت الحركات الإسلامية في العالم، مشددا أن البلاد وجدت الحزب في الوقت المناسب، وخرجت من الربيع العربي أحسن خروج لدولة عربية، كما لا يمكن إنكار دور العدالة والتنمية في ذلك.

وتابع المتحدث، أن الحزب سير الحكومة 5 سنوات إختلف فيها مع الدولة وحتى الملك، بيد أن حل المشاكل يتم وفق الإحترام والتقدير والتوقير اللازمين، مبرزا أن المغاربة لم يضعوا شعار “الله الوطن الملك” عبثا، مشيدا بالمؤسسة الملكية والملك محمد السادس، مستحضرا لقاءات سابقة له مع أجانب، والتي كان يقول فيها، إيمانا منه وقناعةً ، أن المغرب موجود بالملكية وعدم وجودها كان ليسفر عن حرب أهلية وتشتيت المغرب لدول.

واسترسل المتحدث، أن للحزب صورة لدى الدولة وهو طرف فيها ولا يوجد طرف في الدولة يتراجع عنها، مشددا أن المغاربة في معركة خارجية، الأنظار فيها كلها موجهة للمملكة سواء من طرف الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا و أوروبا، داعيا للتوقف عن مهاجمة الحزب.

وأوضح بنكيران أنه لا يجب الحكم على سعد الدين العثماني الذي وصف علاقته به “بيناتنا غير الصواب” ، بل احترام المؤسسات وعقد مجلس وطني في الوقت المناسب أو مؤتمر إستثنائي والإستماع له والحكم عليه فيما بعد، مضيفا “إذا طاح الحزب هاديك شغالو”، ولكن “الدولة خاص ما تبانش أضحوكة”.

وخاطب المتحدث الحزب بخصوص ما إذا أراد المغادرة، مشددا أن ذلك وجب أن يكون قبل فترة كافية لمنح الدولة فرصة، وليس الآن، لأن الحزب الآن مع الملك ويجب عدم القيام بردة فعل بعد قراراته حفاظا على سمعة البلاد، حاثا أعضاء الحزب على الكف عما يقومون به، في إشارة لمعارضتهم إستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.

واختتم عبد الإله بنكيران، أن إجبار سعد الدين العثماني على الإستقالة او غيره سيخلق أزمة، مطالبا أعضاء الحزب بالتحلي بالوعي والإصطفاف في موقف واحد يتعلق بمساندة الملك، موردا “هادي ماشي قضية مع العثماني” بل هي مسألة وطنية، مبرزا أن الحزب كان دائما مع الدولة وأن الملكية أولوية، داعيا للحفاظ على الوحدة ومصلحة الدولة العليا.