كود – الرباط
قال المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، إن مكونات الأغلبية الحكومية منسجمة معبعضها البعض، التزاماً منها بمضامين ميثاق الأغلبية وبما يخدم الصالح العام.
واوضح بنسعيد، ومع ذلك، فإن الانسجام داخل الاغلبية لايلغي إمكانية وجود اختلافات في الرؤى أو المواقف، باعتبارها ظاهرة طبيعية وصحية ضمن أي عمل جماعي ديمقراطي، مادامت هذه الاختلافات لا تمس بجوهرالالتزام بالبرنامج الحكومي والأهداف المشتركة وبقيم ومبادئ حزبنا وروح التأسيس التي طالما تشبثنا بها”.
وخلال كلمته في المجلس الوطني للحزب، السبت 31 ماي 2025، شدد بنسعيد على أن “أي حزب سياسي، يعتبر المنطق الانتخابي جزء من صميم عمله، غير أن الهدف اليوم هو الإنسان، ومدى مساهمته في التنمية الاقتصادية لبلادنا، والتيشهدت مستويات عليا، خلال 25 سنة الأخيرة.”.
وذكر بنسعيد أن البعد الإنساني يجب أن يطبع السياسات العمومية، قائلاً: “الهدف اليوم هو الإنسان، ومدى مساهمته في التنمية الاقتصادية”، في إشارة إلى التحولات التي عرفها الاقتصاد الوطني خلال ربع قرن، حيث انتقل الناتج الداخلي الخام من حوالي 45 مليار دولار إلى أكثر من 150 مليار دولار.
كما توقف عند المشاريع المستقبلية التي يراهن عليها المغرب، مثل الذكاء الاصطناعي، الرقمنة، والصناعات الثقافية والإبداعية، معتبراً أنها ستكون ركائز الاقتصاد لما بعد 2030. وذكّر بأن تنظيم مونديال 2030 ليس مجرد حدث رياضي، بل رهان تنموي كبير سيُساهم في خلق فرص الشغل ودعم المقاولات.
وفي الجانب الاجتماعي، نوه القيادي البامي بالإصلاحات التي أطلقتها الدولة في التغطية الصحية والحماية الاجتماعية، بفضل “الرؤية الملكية”، معتبراً أن دور الحزب في الأغلبية هو الدفع نحو استكمال باقي هذه المشاريع بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة.
كما أبرز بنسعيد تفاعل وزراء الحزب مع المؤسسة التشريعية، ودور نواب الحزب في البرلمان، مؤكداً أن “الإنسان والإصلاحات” تبقى في صلب العمل البرلماني.
في الشق الداخلي، أشاد بنسعيد بعمل المجلس الوطني وأكاديمية الحزب، خاصة في ما يتعلق بصياغة البرنامج الانتخابي لسنة 2026، ودور منظمة النساء في الدفاع عن قضايا المناصفة وتعديل مدونة الأسرة.
كما نوه بالدينامية التي يقودها قطب التنظيم، من خلال المؤتمرات الجهوية واللقاءات التواصلية مع المنتخبين، معتبراً أن ذلك يعزز صورة الحزب كقوة تنظيمية على الأرض.
وفي أكد بنسعيد أن حزب الأصالة والمعاصرة كيترفع على الحسابات السياسوية الضيقة، وذلك لأن روح التأسيس جاءت لتضع المواطنين في صلب اهتماماتنا، وليست الصراعات الجانبية”.
ولهذه الغاية يحق لنا التذكير، وفق بنسعيد بأن “تبنينا لتقرير الخمسينية ومخرجات هيأة الإنصاف والمصالحة، يأتي في إطاردفاعنا عن السياسات الإنسانية، بحيث إن أي ستراتيجية أو سياسة عمومية لا تضع الإنسان في صلبها لن تلقى صداها داخل المجتمع، فبناء الإنسان بأتي قبل بناء البنايات وهو ما أكده الملك في خطابه السامي سنة 2016 “الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات، هو خدمة المواطن. وبدون قيامها بهذه المهمة، فإنها تبقى عديمة الجدوى، بل لامبرر لوجودها أصلا.. إن الالتزام الحزبي والسياسي لحقيقي ، يجب أن يضع المواطن فوق أي اعتبار”، انتهى كلام الملك.
وتابع :”والدفاع عن هاد المبدأ هو لي خلانا نبقاو في المعارضة12 سنة وهو لي دفعنا للدخول للحكومة بعد ذلك، وأحسن مثال هو مشروع “دعم السكن” الذي جاء ليدعم القدرةالشرائية للمواطنين مباشرة عوض ما كان معمولا به سابقا، بحيث كانت الحكومات المتعاقبة تخصص دعمامباشرا للمنعشين العقاريين دون أن يحس بذلك المواطن”.
وشدد بنسعيد بلي ” إن التحديات والرهانات التي تحدثنا عنها في البداية، تواجهنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فرغم كل المنجزاتإلا أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يزال صعبا على المواطنين بسبب الوضع الاقتصادي الدولي والتقلبات السياسية العالمية، ولكن كذلك بسبب تراكمات سياسات عمومية حكومية سابقة لم تضع الإنسان في صلب اهتماماتها مع الأسف”.