كود يونس أفطيط///

هذا الجيل الذي يجوب الشوارع ويلعن الحكومة ورئيسها ويحرق العلم الوطني، لا يتحمل وزر أفعاله، ولا يجب معاقبته، لأنه إختصر الطريق وبلغ النهاية بالسرعة القصوى حين أحرق العلم الوطني.

وحين ترفع القدسية من قلوب البشر عن شيء، فإن أمره يضحي هينا على القلوب، والأكيد أن هؤلاء الاطفال لديهم مقدسات ترسخت في عقولهم على أنه لا يتوجب انتهاك حرمتها، والأكيد أن العلم الوطني ليس ضمنها، والادهى أن لا يكون الوطن ضمنها أيضا.

هؤلاء الاطفال لم يتعلموا أن العلم ليس مجرد خرقة قد تبلى فوق الاعمدة لكنها تظل حاملة لرمزيتها في القلوب، وجل ما تعلموه في التلفاز والشارع والانترنت، أن العلم يلتحفه الفنانون ويقسم عليه المرتشون، ويحمله أتباع ولد زروال، فهم حين أحرقوا العلم، إنما يعيدون له الاعتبار.

وحين تهب شريحة واسعة لاستنكار حرق العلم، فكأنها فدته يوما بروحها، وهي التي ظلت تطبل لكل ما يسيء له، وكان الاجدى أن تستنكر هذه الشريحة إهانة العلم بحمله في كل مسيرة للمرتزقة، وكان الاجدى أن تطالب بأن يمنع أي مشبوه من تحية العلم، كان الاجدى أن يدافعو عنه وهو فوق الاعمدة، حتى تبقى مكانته عالية في قلوب أبناء الوطن.

أما والحال الذي وصلنا إليه، فلا يحق لأحد أن يعطي الدروس في النضال لهؤلاء الاطفال، لأن من أحرق العلم فعلا هم من استهانوا به، وعلموا الطفل أن كل الاعلام تحمي ابناءها قبل أن يحموها، علموهم أن العلم ليس ثوبا، بل هو رمز سيادة، ومن يكون تحت هذه السيادة يعيش في عدل وطمأنينة، وعلموهم أيضا أن إبن العلم ليس في حاجة لأن يحتمي بعلم أجنبي، فعلمه سيوفر له ما استطاع ليعيش بكرامة.

لكن هؤلاء الاطفال شاهدوا أطفالا مثلهم يحملون العلم باكين مطالبين بعدم هدم براريكهم، وهو الحق في السكن، فماذا كانت النتيجة، لم يقم العلم بتوفير السكن ولازال هؤلاء الاطفال يفترشون الشوارع بدون مأوى.

العلم المغربي أحرق منذ زمن في قلوب الناشئة قبل أن تحرقه أيديهم، فلا تعيبوا عليهم ولا تحاكموهم بذنب لم يقترفوه.