
حميد زيد كود ////
كأننا في يناير 2005.
كأن الذي كتب بلاغ حزب العدالة والتنمية هو حسن السرات.
آه على تلك الأيام.
وكأن رئيس تحرير جريدة التجديد الأسبق قد عاد من جديد. وبعد أن كتب في بداية الألفية الثالثة أن تسونامي هو غضب من الله بسبب انتشار مظاهر السياحة الجنسية.
وأنه إنذار للمغرب.
ملمحا إلى أن الضربة المقبلة قد تصيبنا بسب كثرة المعاصي في بلادنا.
وهو الموقف الذي دافع عنه آنذاك أحمد الريسوني في الجزيرة.
وبعد حوالي عشرين سنة.
وبعد كل هذا الوقت الذي مر. و بعد كل الأحداث.
مازال حزب العدالة هو هو. لم يتغير قيد أنملة.
مازال يردد نفس الكلام.
لكنه يفعل ذلك اليوم بشكل مثير للشفقة.
عاجزا.
مريضا.
منهكا. لا يقدر حتى على كتابة بلاغ.
لكنه يفعله منعزلا. ضعيفا. مضحكا. دون أي تأثير.
معتبرا أن”الصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع (الزلزال)قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي، ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية، وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي، وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها…”.
أي ما معناه أن الزلزال كان بسبب النتائج المخيبة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات.
وبسبب البلوكاج.
أما لو استمر حزب العدالية والتنمية مكتسحا. حائزا على الأغلبية. مترئسا للحكومة.
مسيطرا على معظم المدن.
لحفظنا الله حينها من هذه الهزة الأرضية القوية.
ولما كان هناك ضحايا.
ولما تهدمت بيوت.
ولا نعرف من ارتكب المعاصي والذنوب التي جعلت الله يغضب علينا. ويسلط علينا الزلزال.
وهل الدولة.
أم المواطنون الذين خذلوا إخوان عبد الإله بنكيران. ولم يصوتوا لهم.
وحتى الوضوح في الرؤية الذي كان يتميز به حزب العدالة والتنمية.
فإنه لم يعد يتوفر عليه.
وصار ينقل كلام الأمين العام. و يربط بين فقراته. ويعتبر ذلك بلاغا.
كأن لا أحد في حزب العدالة والتنمية.
كأنه فارغ من الداخل.
كأنه حزب أجوف.
كأن عبد الإله بنكيران. هو الأمين العام. وهو البلاغ. وهو الحزب. وهو الموقف. وهو الزعيم الضرورة. وهو كل شيء.
وحتى اللغة فقدها حزب العدالة والتنمية. وحتى القدرة على التوقف. وعلى “إنهاء الكلام”.
إذ يظهر ذلك واضحا في هذا البلاغ الذي لا نهاية له.
وحتى الحس السياسي.
وحتى الذكاء فقده حزب العدالة والتنمية.
لأنه من العار أن يستغل حزب كارثة طبيعية ويوظفها توظيفا سياسيا.
ومن العيب الركوب على الزلزال.
ولأنه يمكن فهم هذا الموقف باعتباره نوعا من التشفي.
وفي وقت مازال الناس يلملمون جراحهم
ومازال أهل الحوز وتارودانت في الخيام
لا يفكر حزب العدالة إلا في نفسه. ويستغل الزلزال.
ويستغل الطبيعة.
ويستغل الموت تحت الأنقاص.
ويستغل المأساة
ليحذر الدولة ويخبرها أن كل هذا بسبب الذنوب والمعاصي السياسية التي ارتكبتها
في حق بنكيران وإخوانه.
وإذا لم نعد إلى جادة الصواب.
وإذا لم نسمح لحزب العدالة والتنمية بالعودة. وبالاكتساح.
وإذا لم نصوت له من جديد. وبكثافة.
فإن المغرب سيظل عرضة لللهزات الأرضية. وللبراكين. وللفيضانات. وللجفاف.
وإما حزب العدالة والتنمية
وإما الطوفان.