حميد زيد كود ////

بذكائه السياسي. وبتجربته. كان ادريس لشكر يعرف.
كان يعرف أن دور الاتحادية وفاء حجي ليس في المغرب. وليس في البرلمان. بل في الخارج.

وقد عمل المستحيل. كي لا تبقى هنا.

عمل المستحيل كي لا تنجح. هنا. ولا تبقى معنا.

وطبق عليها الديمقراطية. كي تفشل. ولا تنجح في الداخل. هنا. في الاتحاد الاشتراكي.

ولأن الاتحاديين يقدرون حكمة ادريس لشكر. فقد صوتوا ضد وفاء حجي. ولم يمنحوها رتبة تسمح لها بأن تصبح نائبة برلمانية عن طريق اللائحة الوطنية.

وها هي حكمة الكاتب الأول تظهر للعيان. وها هم خصومه يحيون نظرته البعيدة والعميقة.

وها هي وفاء حجي تنتخب رئيسة لنساء الأممية الاشتراكية.

وللمرة الثانية. وبالإجماع.

والفضل في كل هذا يعود إلى الزعيم.

واستشرافه للمستقبل.

وقد كان سهلا على الديمقراطية الداخلية الاتحادية العريقة أن تختار وفاء حجي.

و قد كان منطقيا أن يختار الاتحاديون أفضل ما لديهم.

لكنهم لم يفعلوا.

وبدا ذلك غريبا للوهلة الأولى.

بينما كانوا في الحقيقة يطبقون تعليمات القائد.
والقائد يعرف

أن الاتحاد الاشتراكي يحتاج إليها في مكان آخر أهم.

ويحتاج إليها المغرب.

ويحتاج إليها اليسار.

هناك. في الأممية الاشتراكية. حيث يتواجد الرفاق الأصدقاء. والرفاق الخصوم.

هناك حيث يتواجد أعداء الوحدة الوطنية.

والأغبياء هم وحدهم الذين لم يفهموا لماذا كردع الاتحاديين وفاء حجي.

ولماذا طردوها وأقصوها وهي التي كانت تعتقد أن لها مكانتها داخل الحزب.

وعديمو الخبرة هم الذين كانوا يتساءلون
ويستغربون كيف لقيادية اتحادية من حجمها أن لا يصوت لها الاتحاديون.

والحال أن ادريس لشكر كان يعرف.
وكان يتلقى الضربات
ويؤدي الضريبة
ولا يشكو
ولا يتألم
وكان يتلقى الشتائم من الجميع
والجميع يلومه على ما فعله في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
بينما هو صابر
وها هو انتخاب وفاء حجي رئيسة لنساء الأممية الاشتراكية
يعيد إليه الاعتبار
وها هم الذين كانوا يشككون فيه
يقولون اليوم:
لقد كان ادريس لشكر محقا.
وظلمناه
وأسأنا إليه.
فماذا لو نجحت وفاء حجي هنا.
من كان حينها سينجح في الخارج.
من كان سينال هذا المنصب الرفيع
من كان سيمثلنا في هذه الأممية الاشتراكية.
وكثيرون لا ينتبهون لحكمة ادريس لشكروا. ويظنونه غير ديمقراطي. ويظنونه قضى على الحزب. بل العكس هو الصحيح.
وبفضله حصل ما حصل

وبفضله صعدت وفاء حجي.

إنها فلسفة توزيع الأدوار. والقائد والمدرب الجيد هو من يلعب ببديعة الراضي هنا في الداخل. ويرسل قياديي وقياديات الزمن الجميل إلى الخارج.

ومن لا يستوعب ذكاء ادريس لشكر يبدو له ذلك نفيا
ويبدو له طردا

ويبدو له أن لا أحد من الاتحاديين مازال في الاتحاد الاشتراكي

لكنها الحكمة

والتجربة

فبرافو ادريس لشكر
ويا له من فخر نشعر به كمغاربة
ولولاه لما وقع ما وقع
ولانشغلت وفاء حجي بالبلوكاج
وبالدخول عنوة إلى الحكومة
ولكانت قد أفسحت المجال لاشتراكيات عدوات كي ينزعن منه هذا المنصب.
وضاعت الأممية
وضاع الحزب
وضاع المغرب
وضاعت النساء في كل مكان،