كود الرباط//
كشف البحث الوطني حول الرابط الاجتماعي 2023، الصادر عن المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، أن تدابير التباعد الاجتماعي أسهمت في تفاقم بعض الظواهر الاجتماعية مثل الطلاق.
وأفاد البحث الميداني للي تدار على عينة تمثيلية تضم 6000 شخص، تفوق أعمارهم 18 سنة ويتوزعون على جميع مناطق المملكة، أن ما يقارب 54 في المائة من المغاربة أشاروا إلى أن أزمة كوفيد 19 هي أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الطلاق.
وأكد البحث الاجتماعي أنه على الرغم من دور الأسرة لا يزال هو العامل الأهم في بناء رابط الصداقة، إلا أنه تراجع بشكل ملحوظ عام 2023 إلى 57 في المائة، مقابل 88 في المائة عامي 2011 و2016.
وحسب نتائج البحث، فإن المغاربة يفضلون نوع من الجوار المحدود: “مرحبا وليبقى كل واحد في بيته”، مشيرا بأن التعارف المباشر بين الجيران والتواصل مع بعضهم سجل انخفاضا ملحوظا، وهو ما يؤكد النزوع نحو مزيد من التباعد الاجتماعي.
وكشفت خلاصات البحث، أم الاستقرار النسبي للنموذج المغربي يتجلى في تميز الرابط الأسري على بقية الروابط الاجتماعية الأخرى وتأثير التقاليد والتمسك بروز الهوية الوطنية وضعف اهتمام المواطنين بالسياسة والانتخابات والطابع المادي للمطالب الاجتماعية materialisme والتواكلية providentialisme كعلاقة بالدولة.
وسجلت أنواع الروابط الاجتماعية الخمسة موضوع الدراسة (الأسرة والصداقة والجوار والعمل والسياسة) تحسنا متفاوت الدرجات بين عامي 2011 و2023. حيث يضل الرابط الأسري أقوى رابط اجتماعي إلى حد بعيد. بينما لا يزال الرابط السياسي الأكثر هشاشة ضمن الروابط الاجتماعية كلها.
وحسب نفس البحث، فإن التغييرات التي أحدثتها العولمة الثقافية والثورة التكنولوجية بعيدة كل البعد عن زعزعة التمثلاث الفردية والهوية الوطنية المغربية. ومع ذلك تجدر الإشارة أن تأثيرها على الرابط الاجتماعي اخذ في البروز بشكل أوضح صفوق سكان المناطق الحضرية والأجيال الشابة والأفراد ذوي الرأسمال الثقافي.