كود الرباط//

أعرب حزب الأصالة والمعاصرة، في اجتماع مكتبه السياسي المنعقد يوم أمس الثلاثاء، عن قلقه البالغ إزاء ارتفاع الأسعار والصعوبات الاقتصادية التي تواجه العديد من الفئات الاجتماعية، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى المغاربة على المستويات الروحية والاجتماعية والثقافية.

وأكد الحزب أن هناك استمرارًا للمضاربات غير المشروعة التي يمارسها بعض الوسطاء والمهنيين الفاسدين، مستغلين نفوذهم وعلاقاتهم لافتعال الأزمات ورفع الأسعار بشكل غير مبرر. وفي هذا السياق، دعا الحزب الحكومة إلى الضرب بيد من حديد على هذه الفئة، عبر تكثيف المراقبة وتشديد الإجراءات ضد كل من يثبت تورطه في الإضرار بالقدرة الشرائية للمواطنين.

كما سجل الحزب فشل الإعفاءات الجمركية والضريبية التي أقرتها الحكومة بهدف تخفيض أسعار اللحوم، معتبرًا أن هذه الإجراءات لم تحقق أهدافها، مما يستدعي إعادة النظر فيها وإلغائها، مع البحث عن بدائل أكثر نجاعة لضمان استقرار الأسعار وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الأسر المغربية.

وعلى المستوى الاجتماعي، توقف المكتب السياسي عند خطة عمل الحكومة في مجال التشغيل، والتي خصصت لها 15 مليار درهم إضافية، مشددًا على أن ارتفاع البطالة معضلة حقيقية تستوجب انخراطًا جماعيًا ومسؤولًا من كافة الفاعلين، بمقاربة وطنية شاملة تشمل السلطات العمومية والمنتخبين. ودعا إلى استثمار هذه الخطة ليس فقط لخلق فرص عمل ظرفية، ولكن لتحويلها إلى رافعة وطنية لتأهيل الشباب وتنمية المناطق المهمشة، خصوصًا الفئات التي ظلت مقصية من سياسات التشغيل لعقود.

من جهة أخرى، أشاد الحزب بالتقدم الذي أحرزه المغرب في المجال الديمقراطي وحقوق الإنسان، معتبرًا أن الحفاظ على هذا البناء مسؤولية جماعية، خاصة بالنسبة للأغلبية السياسية التي يقع على عاتقها تحصين المكتسبات وضمان حرية التعبير.

لكن الغريب، هو أن القيادي “المدلل” المهدي بنسعيد هو من قدم عرضه السياسي، وهو ما أثار بعض التباينات داخل أوساط الحزب.

بنسعيد واخا هو وزير وعضو القيادة الجماعية إلا أن مستواه في التكوين السياسي يظل محدودا وضعيفا مقارنة مع شخصيات وازنة داخل الحزب، مثل أحمد أخشيشن، الذي يعتبر أحد العقول السياسية البارزة للبام، أو حتى الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي، الذي اشتهر بتحليله العميق لمفاهيم الدستور ومواقفه التقدمية في الاصلاحات السياسية والتشريعية، كما شارك في كتاب حول الفصل 47 من الدستور، والذي فصل في قضية البلوكاج الحكومي.