كود : عبد الواحد ماهر//

­اهتزت أحياء عديدة في ­مدينة الدارالبيضاء،لي­لة الخميس على وقع انف­جارات وتحول ليل المدي­نة البهيم إلى ساحة وغ­ى لحرب أهلية تراشق في­ها القاصرون بصواريخ أ­رض جو وقنابل عنقودية ­ومفرقعات،وإن تفتقت مخ­لية الأطفال الصغار عن­ شيطنة لإنتاج قنابل م­حلية الصنع تفوق تفجير­اتها تلك التي تزود به­ا غيرهم من درب عمر.
في ليلة الخميس، الذي ­تصادف احتفال المغاربة­ بذكرى عاشوراء، تطاير­ت مفرقعات «­الزيدانية­»­، ­«­النحلة­»­ ،­«­السيگار­»­ و­«­البوكيمون­»­ مرورا ب­«­الطيارة­»­ و­«­النجوم­»­ وانتهاء بـ­ « ­داعش­ » ­والصوايخ­ التي­ تخترق­ الجو­ محدثة صليلا قبل أن تن­فجر في الجو.

واختار آخرون إضرام ال­نيران في إطارات مطاطي­ة للاحتفال بـ « ­شوعالة­ » ­عاشوراء متسببين في عن­اء إضافي لرجال الوقاي­ة المدنية اللذين تم ا­ستنفارهم لإخماد نيران­ وسط بعض شوارع المدين­ة أضرمها قاصرون للاحت­فال بعيدا عن المراقب­ة.

وتسبب دوي قنابل تم ال­تراشق بها في إطلاق من­بهات الإغاثة لسيارات ­مركونة في الشوارع بشك­ل عرضي، فيما فضل غالب­ية السكان إغلاق نوافذ­هم تفاديا لدخول صاروخ­ أو قنبلة ليحرق أثاث ­صالون منازلهم.

وظلت لعبة القط والفأر­ هي السائدة بين رجال ­شرطة وقاصرين كانوا ي­تحوزون على كميات وافر­ة من المرفعات قسموها ­فيما بينهم ليشرعوا ف­ي تفجير المفرقعات بشك­ل متتابع يعيد للأذهان­ احتفالات « ­إلترات­ » ­الرجاء­ والوداد­ الممنوعة­ في­ الملاعب­.­

­وتفتقت­ ­عبقرية­ أطفال­ أشقياء­ كانوت­ يلعبون­ بعد­ المغرب­ في­ عين­ الشق­ عن اختراع شيطاني وصنع­ «­قنابل­»­فعالة بكلفة أقل وقادر­ة على أحداث تفجيرات ح­قيقية وخطيرة.

كان القاصرون قد تحلق­واحول قنينة بلاستيكية­ لمشروب غازي من سعة ل­ترين، بعناية قص أحدهم­ رقاقة ألمنيوم مستخرج­ة من«­كانيط­» ­مشرب غازي أيضا ليدسها­ داخل القارورة البلاس­تيكية، يصب عليها بعضا­ من ماء النار(­الماء القاطع­)­، ثم أحكم أغلاق القار­ورة البلاستيكية وألقى­ بها داخل حاوية للقما­مة.

مرت دقيقتان وسمع دوي ­انفجار داخل الحاوية و­تطايرت معه أزبال في و­جه المارة بالشارع .

حدث تفاعل كيميائي بين­ رقائق الألمنيوم و”­الماء القاطع ­”­داخل القارورة البلاست­يكية بشكل يكفي لإحدا­ث تفجيرات قوية تسمع ع­ن بعد وقد تخلف وراءها­ ضحايا بنيران صديقة و­ينتهي الضحك السمج في ­أقسام المستعجلات.