محمود الركيبي -كود- العيون //

تلاقى الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي اليوم الثلاثاء، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر إليزابيث مور أوبين، وذلك بعد أسابيع قليلة من لقاء مماثل جمع السفيرة الأمريكية بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الحكومة الجزائرية، تم خلال اللقاء استعراض مسار العلاقات الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة، مع التركيز على أوجه التعاون المتنوعة بين البلدين. كما تطرقا إلى “القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا على ضرورة تعزيز التشاور الثنائي لمواجهة التحديات العالمية، ودفع أجندة السلم والاستقرار والتنمية، خاصة في إطار مجلس الأمن الدولي”.

وتشكل لقاءات السفيرة الأمريكية المتواصلة مع المسؤولين الجزائريين، فرصة لبحث القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها نزاع الصحراء، وذلك في ظل التباين الواضح في مواقف البلدين، ففي الوقت الذي تتمسك الجزائر بدعم أطروحة جبهة البوليساريو، ومناهضة الوحدة الترابية للمغرب، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعم موقف المغرب وسيادته على الصحراء، وتؤيد بقوة مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة باعتبارها الحل الأمثل لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وقد تجسد هذا التباين في المواقف بشكل جلي خلال المناقشات التي شهدها مجلس الأمن الدولي في شهر أكتوبر الماضي، قبل اعتماد قرار جديد بشأن النزاع، حيث رفضت الولايات المتحدة التعديلات التي اقترحتها الجزائر على مشروع القرار، والتي كانت تهدف إلى تعديل بعض بنوده بما يتماشى مع الموقف الجزائري وأطروحة البوليساريو، هذا الاعتراض الأمريكي القوي كشف عن الاختلافات الجوهرية بين البلدين في التعاطي مع هذا الملف.