حميد زيد ـ كود//
كل الأحزاب المشكلة للحكومة تحتج على الحكومة.
ويحتج عليها حزب الاستقلال.
ويحتج عليها حزب الأصالة والمعاصرة.
ويحتج حزب التجمع الوطني للأحرار على حزب التجمع الوطني للأحرار.
وكل طرف فيها يحاول الابتعاد عن الآخر.
وكل طرف يحاول.
وفي آخر لحظة.
أن يتبرأ من الحصيلة.
مسترجعا خطاب المعارضة.
مدعيا الاقتراب من المواطن.
ومن همومه.
ولأول مرة في التاريخ نرى حكومة تعارض نفسها بهذه الحدة.
وتتنكر لبعضها البعض.
وتسعى إلى إسقاط نفسها.
وإلى الفوز عليها في الانتخابات.
حتى أن كل الحروب السياسية الموجودة اليوم في المغرب هي بين الأغلبية الحكومية.
وبين الأحزاب المشكلة لها.
وبين وزراء الحكومة.
وكأن لا أحد في المعارضة.
وكأن التنافس الوحيد المتوقع في انتخابات 2026 هو بين هذه الأحزاب الثلاثة المشكلة للحكومة.
وكل حزب يريد أن يسقط حليفه.
وكل حزب يتنصل من مسؤوليته.
ويحاول أن يأخذ مسافة.
ويبتعد.
ويهرب.
وأن يكون الأول.
وأن يكون منه رئيس الحكومة.
وكل حزب يتبرأ من التجربة.
و يتبنى خطاب بائع السردين بخمسة دراهم.
محتجا على غلاء الأسعار.
وعلى سوء تدبير الحكومة.
وعلى المضاربين.
ولو اقتضى الأمر خلقهم.
وتضخيم حجمهم.
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها المغاربة.
فإنه يظهر.
وكما لو أننا أمام حكومة تصريف أعمال.
وأن هذه الولاية قد شارفت نهايتها.
حيث كل حليف حكومي ذئب لأخيه.
والحزب عدو للحزب الآخر.
والكل يسارع للخروج من الأغلبية.
وانتقادها.
والكل يحرص على أن يترك حزب التجمع الوطني للأحرار وحده.
مبتعدا عنه.
ليهرب التجمع الوطني للأحرار بدوره من الحكومة.
مجربا هو أيضا معارضاتها.
مستعدا للاستحقاقات القادمة.
حيث التنافس على أشده بين الأحزاب الثلاثة حول من يقود حكومة المونديال.
ومن يشرف على الأوراش والمشاريع.
ومن يحظى بهذا الشرف.
بينما لا شيء يحدث خارج الأغلبية الحكومية.
والأحزاب المعارضة ليس لها إمكانيات البام والتجمع والاستقلال.
وليس لها أعيان أحزاب الأغلبية.
وليس لها أي إشارة.
وليس لها أي رغبة في الاعتماد على نفسها.
في واقع سياسي مغربي.
لم فيه أحد بإمكانه الاعتماد على نفسه.
وليس لها أي قدرة على المنافسة.
ولذلك
أخذت الحكومة على عاتقها معارضة نفسها
ومحاسبتها
والخروج من الرباط للقاء المواطنين المغاربة.
والاقتراب منهم.
ودغدغتهم.
ولن يهدأ لمكونات هذه الأغلبية بال.
حتى يقوموا بإسقاط هذه الحكومة
ويحلوا محلها.
هم أنفسهم
وبنفس أسمائهم
وبنفس وجوههم
حيث لا يحدث أي صراع في المغرب اليوم بين التوجهات والبرامج والأفكار والأيديولوجيات
بينما ينحصر كل الصراع
بين مكونات نفس الأغلبية الحكومية
حول الترتيب
وحول من يحصل على المرتبة الأولى
وحول من يحل محل الآخر
أما غاية الطموح
أما الهدف فهو موجود سلفا
وكل الأحزاب مجتمعة هي داخل الدولة الاجتماعية
المتحققة
والموجودة
ولا شيء يمكنه أن يقع خارجها.