عمر المزين – كود////
عرفات بلادنا خلال الأيام الماضية هجمة سيبرانية خطيرة استهدفت الموقع الإلكتروني للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، وأدت إلى تسريبات تمس المعطيات الشخصية لعدد كبير من المرتفقين، ما أثار موجة من القلق حول مدى تأمين البيانات داخل المنظومة الرقمية للمؤسسات العمومية.
الرقمنة دون تحصين أمني… نقطة ضعف في قلب الإدارة الرقمية:
في زمن تُفاخر فيه المؤسسات المغربية برقمنة خدماتها، كشفت الهجمة السيبرانية الأخيرة التي طالت موقع CNSS عن هشاشة بنيوية في أمننا المعلوماتي، ما دفع مؤسسات رئيسية إلى اتخاذ قرارات توقيف مؤقت واحترازي لخدماتها الإلكترونية.
فقد أعلنت كل من المحافظة العقارية، ومنصة CDG Net، ومنصة دعم سكن عن تعليق خدماتها الرقمية بشكل وقائي، ليس بسبب اختراق فعلي، بل تحسّباً لأي تسلل محتمل قد يستهدف نظمها المعلوماتية.
هذا التوقف، رغم كونه مبرّراً من الناحية الأمنية، أدى إلى شلل وظيفي شبه كامل في القطاعات المرتبطة بالعقار، إذ تعذر على الموثقين والمهنيين التعامل إلكترونياً مع الملفات، مما خلق حالة من الارتباك والانتظار.
توقف ثلاث منصات كبرى بشكل متزامن يطرح سؤالاً صريحاً:
هل تم التفكير في خطط الاستمرارية؟ هل لدينا نظم بديلة أو حلول سحابية مشفّرة وآمنة؟ أم أن الرقمنة لدينا ما زالت دون “شبكة أمان رقمية”؟
التحدي اليوم لا يكمن فقط في صد الهجمات، بل في بناء منظومة رقمية وطنية ذات سيادة، مقاومة، وذات قدرة على المواجهة السريعة والآمنة. أما غير ذلك، فهو تسليم رقمي تحت غطاء الحداثة.