الوالي الزاز -كود- العيون///
بسط الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو گوتيريش، في النسخة المتقدمة من تقريره حول الحالة في الصحراء، مستجدات الأنشطة السياسية على مستوى النزاع بما في ذلك جولات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا وزيارته للعيون والداخلة.
وقال الأمين العام في باب الأنشطة السياسية، أنه إلتقى بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون – على هامش انعقاد قمة جامعة الدول العربية بالجزائر العاصمة يومي 1 و2 نونبر 2022، كما إلتقى الملك محمد السادس في 23 نونبر، في الرباط عقب المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، حيث تمت مناقشة الوضع في المنطقة، بما في ذلك الصحراء الغربية.
وقال أنطونيو گوتيريش، أنه في 11 شتتبر، إلتقى في نيويورك بالأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، حيث بحثا آفاق الدفع بالعملية السياسية بقيادة المبعوث الشخصي دي ميستورا، كما ناقشنا أيضًا أهمية ضمان استدامة وجود البعثة في جميع أنحاء الإقليم.
وأوضح الأمين العام، أنه في الفترة من 27 إلى 30 مارس 2023، دعا المبعوث الشخصي دي ميستورا كبار ممثلي المغرب، وجبهة البوليساريو، والجزائر، وموريتانيا، وكذلك أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، وهم فرنسا والاتحاد الروسي وإسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في نيويورك، لإجراء مشاورات ثنائية غير رسمية معه في مقر الأمم المتحدة، حيث أكد لهم من جديد اعتقاده بإمكانية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ويتيح تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، كما أشار إلى أنه سيسترشد بجميع جوانب القرار 2654 (2022)، بما في ذلك أحكامه التي تؤكد أهمية قيام جميع المعنيين بالتوسع في مواقفهم من أجل الدفع قدما بالحل، وأبرز لهم أن الغرض من المشاورات سيكون مناقشة الدروس المستفادة من العملية السياسية، وتعميق دراسة المواقف ومواصلة البحث عن صيغ يتفق عليها الطرفان لدفع العملية السياسية.
وأفاد گوتيريش أن مبعوثه الشخصي طرح على المشاركين في المشاورات مجموعة من الأسئلة تهدف إلى حثهم على التفكير في الدروس المستفادة والتوسع في مواقفهم التي تم التعبير عنها سابقًا، ومنحهم الفرصة للتعبير عن رؤيتهم للمضي قدمًا، وتحدث أيضاً عن الحاجة إلى إجراء محادثة مع جميع الأطراف المعنية بشأن عناصر التقارب المحتملة.
وشدد الأمين العام على تأكيد المغرب لموقفه المتمثل في أن اقتراح الحكم الذاتي الذي قدمه في عام 2007 هو النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق في العملية السياسية، وأصر المغرب على أن أفضل وسيلة لدفع العملية السياسية إلى الأمام هي “إعادة تنشيط الموائد المستديرة”.
وأشار گوتيريش، أن جبهة البوليساريو أكدت من جديد إصرارها الأساسي على “تقرير المصير كأساس لأي عملية”، وعلى أن تكون المحاور الرئيسي مع المغرب في المفاوضات المقبلة، حيث دعاها الامين العام للمرونة، مردفا أن الجزائر حافظت على مواقفها التي تم التعبير عنها سابقا، بما في ذلك تأطير دورها كمراقب، وإن كانت مراقبا قلقا للغاية إزاء عدم وجود حل عادل ومستدام لقضية الصحراء الغربية، كما واصلت الجزائر أيضًا اعتراضها على شكل المائدة المستديرة، معتبرة أن مشاركتها في 2018-2019 كانت “مُستغلة”، بينما أكدت موريتانيا من جديد موقفها “الحياد الإيجابي”، وقدمت المشورة بشأن العملية السياسية، وكررت استعدادها لدعم مساعي مبعوثي الشخصي، بينما شارك أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية بنشاط في المشاورات الثنائية وقدموا المشورة.
وتابع الأمين العام أن المبعوث الشخصي إلتقى بوزير الخارجية الجزائري آنذاك رمطان لعمامرة في روما في 2 دجنب 2022، كما أجرى زيارة ثانية إلى الجزائر العاصمة في 2 يوليو 2023، أتاحت فرصة لإجراء مناقشات أولية مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بعد تعيينه.
وأوضح أنه في أعقاب المناقشات التي أجريت مع المغرب وجبهة البوليساريو، قام المبعوث الشخصي بزيارة العيون في 5 و 6 شتنبر والداخلة في 7 شتنبر، حيث إلتقى بعدد كبير من المسؤولين المغاربة والمسؤولين “المنتخبين محليا”، الذين أعربوا عن دعمهم للمقترح المغربي للحكم الذاتي وأكدوا على الجهود التنموية الكبيرة التي يبذلها المغرب، كما قام المبعوث الشخصي بزيارة العديد من مشاريع البنية التحتية الممولة من المغرب مثل المستشفيات ومراكز التكوين المهني والمرافق الرياضية وأعمال بناء ميناء الداخلة الأطلسي، كما استمع إلى إحاطة من اللجان الجهوية لحقوق الإنسان العاملة في الداخلة والعيون، والتي أنشأها المغرب.
وأضاف أن المبعوث الشخصي تلتقى بمنظمات المجتمع المدني والجماعات النسائية، وهو لقاء اعتبره جانبا حاسما من زيارته، تماشيا مع مبادئ الأمم المتحدة، مؤكدا أن مؤيدي خطة الحكم الذاتي المغربية أعربو عن تقديرهم لجهود التنمية التي يبذلها المغرب في الإقليم، وشدد بعضهم على أن غياب التسوية السياسية يحد من فرص الاستثمار والأعمال التجارية الدولية، أما أولئك الذين يؤيدون إجراء الاستفتاء فقد انضموا بشكل عام إلى مواقف جبهة البوليساريو فيما يتعلق بتقرير المصير وطرائقه، مشيرينأن “المسؤولين المنتخبين محليا” لا يمثلونهم وأنهم لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الموالون للمغرب في الصحراء الغربية، كما أعرب معظم المحاورين من الجانبين عن رغبتهم في لم شمل الأسر المنقسمة بين الإقليم ومخيمات تندوف.
وقال گوتيريش أن المبعوث الشخصي أحيط علما بالادعاءات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات الموجهة ضد المغرب وجبهة البوليساريو، على التوالي، كما دعا العديد من المحاورين من المجتمع المدني، في جميع المجالات، الأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد لتعزيز حقوق الإنسان، وتوفير الحماية، ورصد الانتهاكات والتجاوزات المزعومة والتحقيق فيها، كما ظهرت ادعاءات بأن عددا من الناشطين المعارضين لسياسات المغرب قد تم احتجازهم أثناء إقامة مبعوثي الشخصي في الصحراء الغربية.
وتابع الأمين العام، أنه لدى وصول المبعوث الشخصي إلى الداخلة، دُعي ستافان دي ميستورا لحضور مناسبة رسمية نظمتها السلطات المغربية، إذ وجد نفسه بحضور عدد من “القناصلة العامين” الذين يمثلون الدول الأعضاء، إذ أبلغهم المبعوث الشخصي أنه لا ينبغي إساءة تفسير هذا اللقاء باعتباره موقفا اتخذته الأمم المتحدة بشأن وضع “القنصليات العامة” المنشأة في العيون والداخلة، ولا باعتباره سابقة.
وفيما يخص لقاء ستافان دي ميستورا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج،ناصر بوريطة، في الرباط في 8 شتنبر، حيث شدد على أن أولوية المغرب لا تزال تتمثل في حشد الدعم الدولي لاقتراح الحكم الذاتي لعام 2007، وأن البدء في تفصيل هذا الاقتراح لن يأتي إلا في مرحلة لاحقة، كما أكد مجددا على أهمية صيغة المائدة المستديرة.
وبخصوص مسألة حقوق الإنسان التي أثارها مختلف ممثلي المجتمع المدني في الصحراء الغربية، أشار الوزير إلى أن “مغرب منفتح دائما على الحوار مع آليات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، في شمال المملكة وجنوبها على حد سواء”.
وإسترسل گوتيريش، أن المبعوث الشخصي إلتقى إبراهيم غالي في نيويورك في 11 شتنبر، حيث كرر إبراهيم غالي مواقف جبهة البوليساريو بأن “المغرب [كان] مسؤولا عن انتهاك وقف إطلاق النار” وأن الحل السياسي الوحيد يكمن في عملية تؤدي إلى “إنهاء الاستعمار” وممارسة الشعب الصحراوي “لحقه في تقرير المصير والاستقلال” عن طريق الاستفتاء، كما أطلع المبعوث الشخصي على وثيقة بعنوان “أساسيات إعادة إطلاق عملية السلام التابعة للأمم المتحدة في الصحراء الغربية والدفع بها نحو الحل السلمي والعادل والدائم”، والتي تناولت هذه العناصر بالتفصيل.
وتابع الأمين العام، ان ستافان دي ميستورا توجه إلى الجزائر العاصمة، حيث استقبله وزير خارجية الجزائر في 13 شتنبر، وأشار الوزير إلى فائدة المشاورات الثنائية غير الرسمية التي جرت في مارس 2023 في نيويورك، كما أبرز المبعوث الشخصي دعم الجزائر لجهوده الرامية إلى تيسير التوصل إلى حل بين الطرفين، ورأى أن الإرادة السياسية ودعم المجتمع الدولي ضروريان للتوصل إلى حل عادل ومستدام لمسألة الصحراء الغربية.
وفي نواكشوط يومي 14 و 15 شتنبر، التقى المبعوث الشخصي بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ووزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوگ، إذ أخذ علماً بتكرار “الحياد الإيجابي” لموريتانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، وقلقها من التداعيات الإقليمية لاستمرار الصراع.
وأفاد أنطونيو گوتيريش، أن المبعوث الشخصي أخذ علما بالانزعاج العميق الذي سمعه في عدة عواصم بشأن العلاقات بين الجزائر والمغرب، وأشار إلى تأكيدات المسؤولين في الجزائر والرباط بعدم السعي لمزيد من التصعيد، مضيفا أنه خلال الفترة المشمولة بالتقرير، التقى المبعوث الشخصي أيضًا بكبار المسؤولين من الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي في 8 شتنبر 2022؛ وزيرة خارجية بلجيكا، في بروكسل في 3 أكتوبر، ووزير خارجية الاتحاد الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو في 7 أكتوبر، وكبار المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة بما في ذلك
نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان في واشنطن العاصمة يومي 21-22 أكتوبر و20-21 أبريل 2023؛ و كبار المسؤولين الحكوميين الفرنسيين في باريس في 16 نونبر 2022؛ ووزيرة الخارجية السويسرية، ليفيا ليو، في برن في 22 نونبر، و كبار المسؤولين الحكوميين الألمان في برلين في 15 دجنبر، ووزير خارجية إسبانيا، خوسيه مانويل ألباريس بوينو، في مدريد في 4 أكتوبر ومرة أخرى في ميونيخ في فبراير 2023، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أين التقى أيضًا بالعديد من كبار المسؤولين الدوليين بما في ذلك وزير خارجية إسبانيا و هولندا، والسويد توبياس بيلستروم في ستوكهولم في مارس، وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي أيضًا، حيث لاحظ المبعوث الشخصي مع التقدير ما أبداه محاوروه من دعم للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتيسير التوصل إلى تسوية سياسية للحالة في الصحراء الغربية.
وختم أنه تماشيا مع الفقرة 10 من القرار 2602 (2021) والفقرة 11 من القرار 2654 (2022)، قدم المبعوث الشخصي إحاطة إلى مجلس الأمن في 17 أكتوبر 2022 وفي 19أبريل 2023 عن أنشطته واعتباراته بشأن سبل المضي قدما، إذ تلقى مبعوثي دعما واسع النطاق من أعضاء المجلس لجهوده.
.