كود الرباط//
دعا الناشط الأمازيغي، عبد الله بوشطارت، إلى تغيير طقوس الذبيحة مستقبلا بالمغرب، وذلك بمنع النحر في البيوت والأزقة والعمارات السكنية، مقابل ترخيص ذلك في المجازر فقط، حفاظا على النظافة والصحة العامة وتقليل ضياع المياه.
وأوضح بوشطارت، في تصريح لـ”گود” بلي “من بين الأشياء الحميدة والجميلة التي ربحها المغرب والمغاربة، في عدم ذبح أضحية العيد، إضافة إلى الراحة البيولوجية للقطيع والحفاظ على الكسيبة من غنم وماعز، هي نظافة المدن ونقاء الشوارع والأزقة والأحياء والإقامات السكنية، التي نجاها الله هذه السنة من فوضى عارمة، حيث يعمد جزء كبير من الساكنة والشباب إلى إنشاء أماكن لشواء رؤوس الأضاحي في الأزقة والشوارع حيث تعتلي النيران ودخانها كل أرجاء المدن، وتتحول التجمعات السكنية إلى ما يشبه أماكن إنتاج الفاخر، ناهيك عن أطنان من الأزبال والنفايات وبقايا الأضاحي من جلود وغيرها التي يتم رميها في كل مكان..”.
وقال الناشط الأمازيغي أنه “إضافة إلى النظافة وقلة النفايات والروائح الكريهة التي تعج بها المدن والعمارات السكنية، فقد ربح المغرب أيضا كميات كبيرة جدا من المياه التي كان سيتم استعمالها في عملية الذبح والغسل وغيرها، فهذه الكميات الضخمة من المياه سيتم استغلالها في أمور أهم في المستقبل القريب، لا سيما أننا مقبلون على أيام الصيف الحارة… فذبح ملايين من رؤوس الأغنام في المنازل والسطوح والأزقة يتطلب استغلال كميات كبيرة جدا من الماء في غسل الأضحية وأيضاً تنظيف المنازل والسطوح والفضاءات الأخرى التي يتم فيها الذبح بشكل جماعي داخل العمارات السكنية التي تأوي العشرات من الأسر والعائلات..”.
وتابع: “إن حسنات إلغاء الأضحية هذه السنة كثيرة ومتعددة، منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو مرتبط بالحكامة أي قطع الطريق على الفراقشية ومنها ما هو بيلوجي أي توفير القطيع وتركه يتوالد ويتكاثر ومنها ما هو إيكولوجي يهم الحفاظ على البيئية، نظافة ونقص النفايات ومحاربة الدخان ومحاربة ترييف المدن، ثم الحفاظ على مخزون الماء، وأيضاً ما هو ثقافي واجتماعي وحضاري ومدني أي تحييد كل مظاهر العنف والذبح وتشهير السكاكين في الفضاءات العامة وغيرها من السلوكات المشينة التي تشوه ملامح المجتمع المدني الحداثي، سلوكا ومظهرا وتفكيرا…”.
وأضاف المصدر نفسه: “السؤال المشروع اليوم هو كيف يمكن استثمار كل هذا الربح الكبير والمنجز الحضاري والثقافي المهم الذي حققه المغرب والمغاربة أثناء تجاوزهم الحاجز البسيكولوجي في عدم تنفيذ طقس الذبيحة الذي هو سنة وليس فرضا؟”.
وشدد المتحدث على أن استثمار هذه الحسنات الفضلى مهم وضروري، لكن يبقى سؤال الكيف هو الذي يجب الإجابة عنه بهدوء وحكمة وتبصر، الإجابة يجب أن تكون نتيجة تمرين جماعي ووعي جماعي، مضيفا: “في نظري الشخصي؛ حان الوقت للتفكير الجماعي في قضية تقنين عملية نحر أضحية العيد بالطرق التي يمكن بها الحفاظ على روح المدينة العصرية والنظيفة، وجودة حياة الناس… فالحفاظ على نظافة المدينة أو الحي السكني او الشارع العام أو العمارة أرقى بكثير من طقس نحر خروف أو تيس ..”.