حميد زيد – كود//

الموري يمن على إسبانيا. لأنه أمدها بالكهرباء.

الموري. من يسكت هذا الموري.

من ينصحه بقليل من التواضع.

إنه يفضحنا نحن المغاربة.

من يقول له إن ما وقع أمر طبيعي. وعادي. ولا يستدعي كل هذه المباهاة. وتحكمه الجغرافيا. وقانون القرب. والجار دائما يساعد جاره في مثل الحالة.

ولا يمكن لإسبانيا أن تلجأ إلى الشيلي.

أو إلى كولومبيا.

الموري ومن فرط حماسه يبدو وكما لو أنه هو من اخترع الكهرباء.

وهو من يملك كل كهرباء العالم.

الموري هذا صار يحرجنا نحن المغاربة.

الموري هذا فضيحة المغربي.

الموري هذا يجب كبحه.

والخوف. كل الخوف أن يقرأ الإسبان ما كتبناه عن انقطاع الكهرباء عندهم.

والدور الذي لعبناه في عودته.

وما استحضرناه من تاريخ.

ومن عظمة.

ومن عبقرية. ومن أمجاد.

ومن تفوق الموري على غيره من الأقوام.

ولو اطلعوا على ذلك.

ولو ترجموه.

لفضلوا الظلام على النور الذي منحناه لهم لساعات قليلة.

لأن الهوية التي تبالغ في مديح نفسها.

وفي تعظيمها.

هي دون أدنى شك هوية مريضة.

وتعاني من النقص. وتشعر بالدونية.

هي هوية تتسبب في إحراج كبير لأصحابها.

وتجعلهم يظهرون بمظهر مضحك.

وتجعلهم مثيرين للشفقة في عيون الآخر.

فلا توجد هوية واثقة من نفسها تبالغ في تمجيد كل ما تفعله.

وكل إنجاز.

وكل خطوة.

و قد شكر الإسبان فرنسا أيضا.

لكن لن تجد في فرنسا من يعتبر ذلك تفوقا.

ومن يستعمل ذلك.

ومن يصنع منه ملحمة.

ومن يتذكر حرب 1635 بين المملكتين.

ومن يحتفل بتلك اللحظة التي أعاد فيها الفرنسي ربط جزء من إسبانيا بالكهرباء.

بينما الموري الذي ظهر في السنوات الأخيرة

وكلما أتيحت له الفرصة

فإنه يعلي من شأن هويته. ويسرف في تقديرها.

ويمجد أقدم جمجمة بشرية اكتشفت في الأرض المورية

ويعتبرها جمجمته.

وأنه أصل البشرية.

و يكهرب الموري تفكيره

ووجوده

فيشع

ثم ينطفىء بعد ذلك مباشرة.