حميد زيد – كود//

لم يكن الموري في عز السلطوية يجرؤ أن يبرر القمع.

والإهانة.

ولم يكن مضطرا في أحلك الفترات أن يمدح رجال السلطة. وتجاوزاتهم.

أما الآن فقد أصبح ذلك مقبولا. ومبررا. من طرف الموري.

وعاديا.

ووجهة نظر “محترمة”.

حتى إننا دافعنا في موقع كود عن عامل سطات.

ووجدنا له الأعذار.

و هناك من اعتبر ما ارتكبه العامل في حق المدير الإقليمي للتعليم حزما.

وممارسة لمسؤوليته.

وحرصا من طرفه على على مصلحة المواطنين.

وهناك من لام الضحية واعتبره هو المخطىء.

و هذا غير مسبوق.

و يكشف لنا عن موري جديد.

موري لا يخجل.

موري صفيق الوجه.

يحب من يضربه.

و من يشتمه وينعته بالزمر.

موري في خدمة العنف.

ولا يجد أدنى حرج في الدفاع عن القمع. والاستبداد.وغياب الديمقراطية. وغياب القانون.

ولا يزعجه الشطط في استعمال السلطة.

ولا يضيره في شيء تغول الداخلية.

وقد كان الموري في الماضي القريب مدافعا عن الحرية.

وعن الكرامة.

ولم يحدث أبدا أن رأى ظلما وقال هذا جيد.

لم يسبق للموري أن صفق للعامل.

لم يسبق له أن أطرى على الظلم.

إلى أن ظهر بيننا الموري الجديد. الذي لا يريد أن يحتج أي مغربي.

و من يشعر بالبرد.

ومن ليس له بيت في الحوز.

ومن ينام في العراء وفي الخيام.

عليه أن لا يشتكي. وأن لا ترتعد فرائصه.

ويطالبه الموري الجديد بالرقص والاحتفال.

ومن يتعرض للإهانة.

يطالبه الموري الجديد بأن يتقبلها بصدر رحب.

ولا يحرك ساكنا.

ولا يبالغ.

كما يوجه هذا الموري الجديد الموريين. ويحاول أن يقنعهم بأن العامل على حق.

ولهجته في محلها.

وغضبه في محله.

وتقريعه لمدير إقليمي محترم في محله.

وذلك الصمت الذي كان سائدا في الاجتماع في محله.

وذلك الخضوع في محله.

و موري كهذا.

تتمناه أي سلطة مستبدة.

ولا تفرط فيه.

وموري كهذا يدافع بحماس عن القمع

يفاجىء السلطة نفسها

ويجعلها في حيرة من أمرها. ومتسائلة:

ماذا يريد الموري بالضبط.