حميد زيد – كود//

كل ما تخفيه فضائية الجزيرة القطرية.

كل هذا القتل.

كل هذا الموت.

كل هذه التصفية على أساس طائفي.

كل هذا السحل.

كل هذه الإعدامات الميدانية.

كل هذه المحاكم الشعبية في الشوارع.

كل هذا الشنق.

كل هذا التعليق في الشجر.

ما اسم كل هذا في فضائية الجزيرة القطرية.

كل هذا اسمه فلول النظام.

وبقدر  ما تحتفي الجزيرة في غزة بالإفراط في إظهار الموت.

فإنها في سوريا تخفيه عن مشاهديها.

وأي ميت.

أي ضحية؟

أي مقتول.

فهو لا شيء.

أو أنه من فلول النظام.

ولا يظهر سوى أحمد الشرع في الجزيرة.

أما الضحايا فلا أثر لهم.

إنهم يموتون فحسب.

ويتم القضاء عليهم.

ويظهرون كأرقام في تقارير المنظمات الحقوقية.

بينما لا أثر لهم في الجزيرة.

وكل الطوائف.

كل الأقليات.

كل من يقتله سلفيو الجزيرة.

فهم من فلول النظام.

هذه الكلمة السحرية التي يتبناها خط الجزيرة التحريري.

وتعني حجب الحقيقية.

والتغطية عليها.

والصمت.

تعني إعطاء الفرصة لمن يحكم سوريا في التصرف كما يشاء.

وفي ارتكاب جرائمه كما يشاء.

تعني أيضا عدم إظهار المدنيين المرميين في الطرقات.

كل ما يفسد للشرع حكمه.

كل ما ينغص عليه بناء سوريا.

كل ما يفضح جيشه المكون من داعشيين سابقين.

لا يظهر أبدا في قناة الجزيرة.

كما لو أن الجزيرة صنعت لعبة من ألعاب الفيديو.

والذي يلعب يصور القاتل فقط.

ويهجم.

ويتحرك بالسيارات والدبابات.

ويضغط على زر المانيت ليقضي على أكبر عدد من فلول النظام.

لكنهم غير موجودين في الجزيرة.

المقتول محجوب.

المقتول خفي في الجزيرة.

ولا هوية له.

ولا حق له في الحياة.

ومهما كان صغيرا.

ومهما كان بريئا.

ومهما كان نائما في بيته.

ومهما كان أعزل.

ومهما كان مدنيا.

ولا ذنب له.

فهو من فلول النظام.

حسب فضائية الجزيرة.

التي كفت في الحالة السورية عن نقل الحقيقة كما هي.

وتوقفت عن الاحتفاء الموت.

وبالجثث.

والأشلاء.

بل صارت حريصة على إخفاء كل هذه المشاهد الفظيعة.

رحمة بالمشاهد العربي.

مخترعة لمتابعيها الأوفياء كلمة فلول النظام.

الذين تتم تصفيتهم في غياب أي نقل.

وأي متابعة.

وفي ظل غياب أي مراسل للجزيرة.

والذين يستحقون كل ما يقع لهم حسب هذه القناة.

ورغم أنهم يقتلون في الواقع فإنهم لا يقتلون مع ذلك في الجزيرة.

ورغم أنهم يسحلون في الطرقات فإنهم لا يسحلون في الجزيرة.

ورغم أنهم يعدمون  فلا خبر عن إعدامهم في الساحات.

مع المؤثرات الصوتية.

وصيحات التكبير.

والذي ينفذ الإعدام بريء حسب الجزيرة.

وطيب.

ولطيف.

ومتدين.

بين المذنب.

بينما الشرير في الخط التحريري للجزيرة هم فلول النظام.

الذين يقتلون بسبب طائفي

ويقتلهم متطرفون

وإرهابيون “سابقون”

بينما المقتول لا هوية له

ولا طائفة.

إنه من فلول النظام

حسب

حيلة الجزيرة والنظام التي صنعته

كأن هذه القناة تلعب

بالموت

وبالحياة

وبالشعوب.

وبالحقيقة.

وتصور الموت في مكان

وتخفيه في آخر

حسب مصالح مالكيها ومن معهم.