فاطنة لويزا  – كود ///

التاريخ السياسي ديال المغرب من بعد الاستقلال، من أغنى ما كاين في المنطقة، سوا على المستوى الشمال إفريقي، او على مستوى الشرق الأوسط.
وهو تاريخ لي لعبات فيه المعارضة أدوار كبيرة، وكانت أسماء كبيرة هي لي كتقود هاد المعارضة، لي كانت وطنية وديموقراطية قبل ما يبان الإسلام السياسي.

كان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بقيادة المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، والفقيه البصري، وعبد الله إبراهيم، ومتحالفين مع الاتحاد الكغربي للشغل بقيادة المحجوب بن الصديق.
وفي الجانب الشيوعي كان الحزب الشيوعي المغربي بزعامة علي يعثة ورفاقه لي كانو أغلبهم مهندسين متخرجين من أرقى الجامعات الفرنسية.

وحتى الاتجاه البلانكي لي كان مخترق الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ما كانش فيه غير قدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير من حملة السلاح بحال عمر دهكون وشيخ العرب أكوليز، كان معهم حتى كوادر بحال محمود بنونة ومحمد لوما لي كانو مهندسين.

هاد البروفايلات مغتغيرش فالسبعينات ملي غيظهر اليسار الجديد (إلى الأمام و23 مارس وحركة لنخدم الشعب)، وملي غينعقد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية لي غيأدي لتأسيس الاتحاد الاشتراكي وانفصاله عن الاتحاد الوطني ديال عبد الله إبراهيم.

وهي مرحلة لي غتعطي أسماء معارضة من حجم الشهيد عمر بنجلون، ومحمد اليازغي، والمفكر عابد الجابري، وفي اليسار الجديد غيبان أبراهام السرفاتي وادريس بنزكري وعبد اللطيف زروال، وسعيدة المنبهي.
هي الفترة لي غتكون فيها المعارضة ماشي غير سياسية ولكن كذلك ثقافية وفنية، ويمكن لهاد الجيل يرجع مثلا لأعداد مجلة “أنفاس”، لي كانت كتمثل المعارضة الراديكالية، ويقرا كيفاش كانو كيهتمو حتى بالفن التشكيلي والسينما والمسرح.

وفي الثمانينات والتسعينات، غتكون الموجة الثالثة، ولي ديما كانت معارضة وطنية ديموقراطية، ومجهدة فكريا ومعرفيا، يكفي نرجعو لأسماء من حجم: فتح الله ولعلو، علال الأزهر، محمد الحبيب الطالب، إسماعيل العلوي، لطيفة الجبابدي.
وكانت الحركة الطلابية مكتعرضش على الحلايقية، وباعة خودنجال، وتنظم ندوات على الغسل من الجنابة، بالعكس كانت كتستدعي أمثال الجابري وعبد الله حمودي ومحمد جسوس.

والحركة الثقافية والفنية حتى هي كانت قريبة من المعارضة، والجيل على الأقل ديال الثمانينات كيعقل على مسرح الهواة وعلى الأندية السينمائي.

حتى حزب الاستقلال لي كان كيمثل المحافظة السياسية، إذا قارنتيه بهادو ديال اليوم غيبان ليك تقدمي.
علال الفاسي كان مع حقوق النساء، وبوبكر القادري وعبد الكريم غلاب كانو مع الإصلاح السياسي، وعبد الجبار السحيمي والعربي المساري كانو في طليعة معركة تحرير الإعلام.
عبد الحق الزروالي براسو لي كان كيخوض تجربة المسرح الفردي كان قريب من حزب الاستقلال، كيما كان الطيب الصديقي مثلا قريب من الاتحاد الاشتراكي، وكيما كان التشكيلي شبعة قريب من اليسار الراديكالي.

حتى الإسلام السياسي، لي دعماتو السلطة في الأول باش يزاحم اليسار، كان عندو مثقفين ديالو، واخا كانو مغلبين الجانب الفقهي.
مثلا عبد السلام ياسين، واخا تختلف معها، ميمكنش تنكر بلي ماكانش ساهل، وكان ماكينة ديال القراءة، وماكينة كذلك ديال الإنتاج الفكري.

ولكن ما نساوش كذلك بلي السلطة كانت براسها محزمة بناس الفكر والسياسة من العيار الكبير: عبد الهادي بوطالب، محمد عواد، بنسودة، المعطي بوعبيد

اليوم للأسف، الأحزاب دارت زعما مؤسسات ديال البحث باسم قياديين سابقين، ها مركز بنسعيد أيت يدر، ها مركز عبد الرحيم بوعبيد، ها مركز عزيز بلان، ولكن مقاداش تنتج حتى وثيقة مقادة.
في حين من قبل كتكون غير وثائق المؤتمرات بحال أرضية لفكرة سياسية جديدة، مثلا الاختيار الثوري ديال المهدي بنبركة، او التقرير الإيديولوجي لي صاغو عمر بنجلون وعابد الجابري للمؤتمر الثالث ديال الاتحاد الاشتراكي، او وثيقة دمقرطة الدولة والمجتمع ديال منظمة العمل الديموقراطي الشعبي.

اليوم كذلك، الأحزاب ديال المعارضة، وحتى الأحزاب الوطنية مقادراش تعطي مواقف من شلا أحداث، ما تعرفها واش مع التطبيع ولا ما معاهش، واش كتبنى ملفات معتقلي الرأي ولا كتعتبرهوم مجرمين، واش عندها مقاربة أخرى لملف الصحراء المغربية ولا هي طول وعرض مع النظام سوا بقا في مستوى الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ولا اختار مسار آخر، واش هي مع اقتصاد السوق، ولا مازال كتآمن بالتأميم، واش قانعة بهاد الشي لي عرضات لجنة تعديل مدونة الأسرة، ولا مطالبها أكبر، وزيد وزيد.

هاد الأحزاب دخلات فواحد الانتظارية قاتلة، ورجعات كتسنى حتى يبان موقف القصر، باش تأيدو، وأحيانا ماشي حتى موقف القصر، غير موقف الداخلية، أو شي مؤسسة سيادية قوية.
هي أحزاب واخا تكون في المعارضة، فهي مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومع وزير الداخلية، ومع وزير الخارجية، ومع حتى وزير التعليم أو المالية إذا كان تكنوقراطي قريب من دار المخزن مثلا.

والمشكل أنها مكتمثل حاليا حتى طبقة، ومكيعرفها حد، والناس أصلا مبقاوش كيميزو بين المعارضة والأغلبية.
راه كاين لي كيسحابليه الاتحاد الاشتراكي مزال في الحكومة، وكاين لي كيسحابليه نبيل بنعبد الله مازال وزير.
ربع قرن من حكم محمد السادس، و14 سنة على آخر دستور، وفهاد المدة كلها الدول لي شريكة لينا اقتصاديا وسياسيا في أوروبا وأمريكا غابت فيها وجوه سياسية قوية بحال كلينتون وأوباما وتوني بلير وساباتيرو وفيليبي غونزاليس، وساركوزي وجاك شيراك.

وحنا مازال كنفتحو التلفزة فاش كنتفكرو عندنا الدوزيم والأولى، وكنلقا ما زال حميد شباط والطالبي العلمي وادريس لشكر ونبيل بنعبد الله ونزار بركة.
بلا ما ندويو على ظواهر برلمانية كتشرع لينا القوانين، وفيها واحد لي كيعري على كرشو، وواحد لي كيسحابليه الهاشتاغ اسم شي حد، ولي كيدردر سنيدة.

وحتى إذا بغيتي تبدل هادو بالناس ديال الشبيبات الحزبية، غتلقا شبيبات ماعارفة والو على حزبها، ومكتفرقش بين شبيبة حزبية ومنظمة ديال التخييم والرحلات.
مشا زمان الساسي كيقود الشبيبة الاتحادية، وعبد الله البقالي الشبيبة الاستقلالية، وبنعبد الله الشبيبة الاشتراكية والعوني الشبيبة التقدمية.
والبيجيدي كان عندهوم عزيز رباح هو رئيس الشبيبة في البدايات ديالهوم.

وحيت معاندناش معارضة منظمة، ومسؤولة، وقريبة من الناس، وحاضرة بقوة وبجرأة، فعادي أن الطبيعة مكتقبلش الفراغ، وأنه غظهر معارضة أخرى مخربقة.
معارضة لي فيها صحاب الأدسنس، او صحاب الشعبوية، او صحاب لي يقد يبيع راسو للبراني رخيص، أو لي تحول لمعارض بسبب مشكل شخصي متحلش، ويقد يكون يكون مظلوم، ولكن هو معمرو عرف السياسة حتى طراليه ديك البلان.
فاش مثلا كتشوف مستوى أسماء بحال “فسحة” أو “زكريا مومني” أو “محمد حاجب” أو “يوبا الغديوي” لي بغا يدير جمهورية فالريف بدعم من الجزائر، أو دنيا الفيلالي، أو من يشبههم، غتلقا بلي أغلبهم معندومش حتى الباك، ومعندوم حتى تجربة سياسية، وكينتقلو من ليمين لليسار بسهولة، ومعندوم حتى أطروحة مقادة.

ولكن عندوم متابعين، وهادا أمر عادي، حيت عندوم خطاب بسيط، ساهل ينتشر فبيئة عندها تعليم فاشل، وعندها هدر مدرسي كيوصل ل 300 ألف تلميذ سنويا كيغادر الدراسة بلا شهادة التاسعة إعدادي.
طبعا، كاين ناس معارضين او منتقدين للسلطة عندوم مستوى مزيان، واخا نختلفو معهم، واخا حتى هوما أحيانا كيطيحز في فخ الشعبوية، ولكن اللهم هادو ولا الأولين، على الأقل هادو ممكن تطور معهم نقاش عمومي منتج.
وخاصنا نعترفو بلي حتى فضاء الحريات ضاق شوية، التلفزة العمومية مكتنفتحش على الأصوات لي عندها انتقاد راديكالي للسلطة، وشي متابعات بسبب الرأي إما لا معنى لها، او كان ممكن تفاديها، حيت كلفة الخوف أكبر من كلفة الكلام، وأحيانا كتكون بحال اشي حملات منظمة ضد شي أشخاص، وكيتم اتهامهوم بالخيانة وما جاورها دون دليل.

السلطة خاص توسع قشابتها، وتحاول تستوعب الأصوات لي عندها تكوين، وعندها شوية ديال المصداقية، وعندها رؤية أو طرح مختلف، وعندها قدرة على خوض تمرين النقاش العمومي، وهادو واخا يكون نقدهم قاسي، ولكن ممكن ينفعو في محاصرة الشعبوية ومعارضة التشهير والتبزنيس، لي حد مكيعرف منين خرجو، كل مرة كيظهر شي اسم مكان حد كيعرفو. معارضة مول القرطاسة، ومول القرعة، ومول الحانوت،،

ولكن، إلى جانب فتح الإعلام أمام النقاش العمومي، وتوسيع القشابة شوية، ومحاربة الانتهازية والوصولية باسم الوطنية، خاص الأحزاب تحمل مسؤوليتها.
أنا بعدا واحدة لي معندهاش مشكل ان الدولة براسها تدير عملية قيصرية داخل الأحزاب، باش تجمع راسها.
فلوس كثيرة كتصرف من المال العام على أحزاب مكدير والو.
حيت واخا يكون نقاش في التلفزة، ويكون الإعلام الخاص مهني، ويكون ناس فمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب كينتجو شي حاجة عندها معنى، فهادشي ماشي كافي.

حيت السياسة الحقيقية كتكون فالمؤسسات، والسياسة الحقيقية كتكون في الانتخابات، والسياسة الحقيقية هي ملي كيحسو الناس ان الصوت ديالهوم عندو معنى، حيت داخل المؤسسات فاش كدار السياسات العمومية، والقوانين.